الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
قمة بغداد بين التمني والتحدي

بواسطة azzaman

قمة بغداد بين التمني والتحدي

محسن القزويني

 

تعد قمة بغداد فرصة ذهبية للعراق الذي ينعم هذه الايام بالاستقرار السياسي والانسجام الاجتماعي والرخاء الاقتصادي، وهي العوامل الثلاثة التي افتقدها العراق خلال العقود الاخيرة. وآن الاوان لاحداث تغيير جذري على المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي فقد شهد العراق طفرة نوعية في علاقاته الدولية واصبح يبحث عن مكان له في العالم بعد ان فقده في العهد السابق نتيجة للسياسات الرعناء التي مارسها النظام السابق . وتاتي قمة بغداد تتويجا لهذه المكانة السياسية التي يبحث عنها العراق. واما على المستوى الاقتصادي، فقد شهد العراق نموا في انتاجه الاقتصادي اذ بلغ انتاج النفط 4 مليون برميل في اليوم الواحد ليصبح ثاني دولة منتجة للنفط في العالم ، ومن المتوقع ان يصل انتاجه الى 6 مليون في عام 2029 واما على مستوى الزراعة  فقد تجاوز انتاج الحنطة في العراق حاجة البلد ليشهد فائضا في هذه السنة بلغ مليون ونصف مليون . واما  على المستوى الاجتماعي اصبح العراق اليوم اكثر انسجاما بعد ان تخلص من النزاعات العشائرية والطائفية المزمنة التي فرقت ابناء الشعب العراقي وكادت ان تمزق البلاد. وياتي انعقاد القمة في هذا الظرف ليقدم رسالة للعالم بان العراق على استعداد للانطلاق الى عالم ارحب وانه قادر على تجاوز الظروف القاهرة التي مر بها ليستانف دوره الريادي في المنطقة والعالم العربي واما على الصعيد العربي فتاتي قمة بغداد في اصعب الظروف التي يمر بها الشعب الفلسطيني من ابادة جماعية ومن تطهير عرقي ليس في غزة وحسب بل في فلسطين باكملها. من هنا كان على القمة ان تبعث برسالة تطمين للشعب الفلسطيني بان العرب كل العرب الى جانب القضية الفلسطينية التي يُراد تصفيتها من خلال التطبيع والتهجير والابادة الجماعية ، فعَربة التطبيع تسير ويُراد لها ان تصل الى بغداد لتسمم اجواء القمة، فكان لابد من التصدي لها وايقاف عجلتها عن الحركة لانها ستسحق ما تبقى من القضية الفلسطينية، وعلى صعيد التهجير لا زال البعض يُفكر في تهجير اهالي غزة تحت ذريعة ايجاد مكان آمن ومطمئن للشعب الفلسطيني وهي بداية لاخراج هذا الشعب من ارضه تحقيقا للحلم الصهيوني ومرامي بن غفير ومائيركاهانا . ولمواجهة هذه التحديات كان على قمة بغداد  ان ترفع شعار لا للتطبيع لا للتهجير لا للابادة الجماعية في مواجهة التحدي الصهيوني وهو اقل ما تقدمه قمة بغداد للشعب الفلسطيني وفاءا للدم الفلسطيني وللقدس الشريف.

  كاتب عراقي

 

 

 

 

 

 


مشاهدات 89
الكاتب محسن القزويني
أضيف 2025/05/17 - 3:35 PM
آخر تحديث 2025/05/19 - 7:07 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 12 الشهر 24827 الكلي 11018831
الوقت الآن
الثلاثاء 2025/5/20 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير