خور عبد الـله و القمة العربية
علي آل حداد
مع كل حدث سياسي مهم وبالغالب يكون خارجي تثار موضوعة خور عبد الله وبشكل اعم ترسيم الحدود البحرية منها أكبر من البرية .. تزامن موضوعة الخور جاء هذه المرة مع حدث مهم جداً الا وهو انعقاد القمة العربية في بغداد مما ألقى ثقلاً أكبر له .. المتابع لقضية خور عبد الله وغيرها من موضوعات إعادة ترميم العلاقة ما بين دولتي العراق والكويت يعرف جيداً انها من قبيل الموضوعات التي لا يمكن ان تحل بوسائل الإعلام وبالتصريحات النارية ..
هنالك بعض الأمور يجب على المواطن أن لايغفل عنها منها
أولا ـ قرب الانتخابات النيابية وأغلب التصريحات قد يكون هدفها كسب أكبر عدد من المؤيدين لا أكثر
ثانياً ـ قرب انعقاد القمة العربية في بغداد
وهذان الأمران يدفعان بقراءة أخرى للحدث منها استغلال القضية للتقليل من حظوظ رئيس الوزراء بالانتخابات المقبلة
عن طريق التقليل من أهمية #القمة وبطبيعة الحال فإن القمة لا تمثل شخص السوداني بقدر ما تمثل اسم #العراق فاهميتها من أهمية البلد المستضيف .. ولا ننسى ان هناك دولا لا تزال تريد اخراج العراق من قيمته الكبرى في المنطقة في وقت اثبت العراق انه ينهض كلما تعرض لضغوط شتى ..
الأمر الآخر أن على كل حريص على حقوق العراق أن يعي ان الحقوق لديها طرق يجب أن تسلك وان التصريحات الرنانة لن تأتي بشيء على الاطلاق ..
من يريد ان يحفظ حق العراق الملاحي فعليه أن يقرأ وبإمعان #القرار 883 لسنة 1993 .. وخلفياته التاريخية .. إذ ان العراق وافق عليه بعد عام للسماح بتبادل الغذاء والدواء بالنفط كنوع من المساومة.. وأن القانونيين يعون جيدا ان قرار 883 لم يكن شرعياً على الاطلاق لأن مجلس الأمن في حينها تجاوز على صلاحياته وأخذ دور القاضي .. ناهيك عن ان العراق لم يكن طرفا فيه .. وذلك يعد كافياً للعمل على تصحيحه ..
أن الأهمية اليوم ليست بالقرار فحسب وانما بقراءة الأمور بحكمة فالكويت دولة جارة ذات سيادة ويجب التفكير بكيفية الحفاظ على حقوق العراق الملاحية بالطريقة التي تحفظ أصل العلاقة ما بين شعبي العراق والكويت ويضمن تعافيها ونموها من دون الأضرار بحق طرف على حساب الآخر .