مستقّر غيمة
إياد أحمد هاشم
دائِمًا ما تَشْغَلُنِي تِلْكَ الأَرْدِيَةُ الْمُعَلَّقَةُ ،
عَلى حِيطانِ الْمَدِينَةِ
وَدائِمًا ما أَحْفَلُ بِالْقادِمِينَ مِنْ تُخُومِ الأَقْبِيَةْ
كَيْ أَنْزَعَ عَنْ مُخَيِّلَتِي ،
ما تَراكَمَ مِنَ الْمَعاقِلِ الَّتِي أَغْلَقَتْهَا الشُّمُوسُ
ما عُدْتُ أَسْأَلُ غَيْمَةً عَنّ مُسْتَقَرِّها
وَلا شَيْخًا كَيْفَ أَنْفَقَ مَا اسْوَدَّ مِنْ شَعْرِه،
لِيَحْفَلَ بِكُلِّ هذا الْبَياضِ
مُتْخَمٌ أَنا بِالإِنْتِصاراتِ عَلى نَفْسِي
لا تَعْنِينِي الْحُرُوبُ وَالْهَزائِمُ ،
فَثَمَّةَ مَنْ جَلَسُوا عَلَى التَّلِّ ،
وَهاهُمْ يَعِدُّونَ الطَّعامَ لِلْجُنْدِ ،
بَعْدَما أَتْلَفُوا خَرائِطَ الْعَوْدَة !
كانُوا يُشِيرُونَ عَلَيَّ مِثْلَما أُشِيرُ عَلى غَيْمَةٍ ماطِرَةٍ
قادَتْهَا الرِّيحُ إِلَى الْخُصُومِ ،
أَنْ تَدُلَّنِي عَلى ذاتِي
هُوِيَّتِي هِيَ تَلْكَ الْبُيُوتُ الْمُتَناثِرَةُ عَلى جانِبَيِّ ذلِكَ التَّل
مازِلْتُ أَسْمَعُ ضِباحَ الْخَيْلِ الْمُغَرَّرِ بِها
وَهِيَ تَصُولُ بِلا عِنانٍ ،
تَسْأَلُ فُرْسانَها الرُّكُوبَ فَقَطْ
فَكَمْ مِنْ حُرُوبٍ رَبِحَتْهَا الْخُيُولُ
وَخَسِرَهَا الْفُرْسان