الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
تحية للقابضين على الجمر

بواسطة azzaman

نقطة ضوء

تحية للقابضين على الجمر

 محمد صاحب سلطان

 

وقائع الإستذكار باليوم العالمي لحرية الصحافة،الذي تصادف  اليوم ذكراه الرابعة والثلاثين، أعادتني الى أجواء حيثيات نقاش ( الكوميديا السوداء) الذي جرى في وسطنا الصحفي قبل سنوات عديدة، إثر قرار إتخذه في حينه محافظ النجف الأشرف ،بإنشاء (مقبرة خاصة)للصحفيين  ضمن مقبرة وادي السلام ،من باب التعبير عن الاهتمام وحسن النية الطيبة في تكريم الصحفيين، مما شكل في حينها صدمة كبيرة للزملاء!، حيث وصفوا هذا القرار بنذير شؤم ،ودعوة تنبؤية للموت لاحقا!، فيما عزى آخرون الأمر برمته، الى سياسة إشاعة ثقافة الموت على سبيل الإحسان!،التي أضحت سائدة آنذاك، والرجل، سعيه مشكور ،نيته كانت الاهتمام بالوسط الصحفي ليس إلا، بعد تزايد التضحيات التي قدمتها الاسرة الصحفية من أجل نبل كلمة الحق، التي تكلف مقايضتها بدم قائلها أو كاتبها أو ناشرها ،التي كفل الدستور حريتها على وفق المادة13منه ،فضلا عن تشريع قانون حماية الصحفيين،تأكيدا لاحكام الدستور الخاصة بحرية الصحافة، الذي ما زال تطبيقه، يراوح في مكانه من دون تفعيل أو إلتزام حقيقي لإدوات تنفيذه، وظلت الخروقات قائمة للجسد الصحفي ،برغم السعي الجاد والحثيث لنقابة الصحفيين من  أجل أن تلتزم الجهات الحكومية والسياسية والشعبية ومؤسساتها بمفرداته ، بعد أن ظل العمل الصحفي،يعد من أخطر الأعمال على حياة العاملين ،وهذا ما نعيشه اليوم ونشهده على مستوى العالم  في مناطق الحروب والصراعات بمختلف أشكالها، ومنها ما يحدث في غزة من إبادة جماعية،يقترفها جيش الاحتلال ضد الاهالي،فضلا عن تساقط العشرات من الصحفيين كضحايا لتكميم الافواه،بغية التعتيم على ما يجري من جرائم بشعة يرتكبها الاحتلال،ولمنع العالم من الإطلاع على حقيقة الدمار والذبح اليومي لشعب أعزل ومحاصر بالموت والجوع.. وفي العودة لليوم العالمي لحرية الصحافة الذي يحتفل به العالم في 3 آيار من كل عام ،الذي جاء إثر مؤتمر عقدته منظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة والاتصال (اليونسكو)،بمدينة(ويندهوك) في نامببيا،بمشاركة صحفيين من مختلف دول العالم،تمخض عنه الدعوة إلى تعزيز حرية الصحافة والتعبير ،ودعم الإستقلال والتنوع في وسائل الاعلام ،والتأكيد على المعايير الاخلاقية وشرف المهنة الصحفية الحقيقية التي يجب أن تسود بين أدواتها،  المتمثلة في الدقة في نقل المعلومة والموضوعية في الطرح ، والاستقلالية في العمل مع التحلي بالشفافية، والكشف عن أي تضارب في المصالح أو التحيز لهذه الجهة أو تلك ممن تتقاطع مصالحهم مع مصلحة المجتمع وأهدافه ، وفي ضوء ذلك،ألا يحق للقابضين على جمر الحقيقة، بقارات العالم الخمس، أن يحتفوا بيومهم الذي يعلن عن ولادة شرعية لحرية عملهم ، وأن يحتفي المجتمع بكافة مؤسساته بهم،والاعتراف بحقهم المستلب، والحفاظ عليهم، كونهم يمثلون عين الحقيقة، لا أن يكتفى مثل كل مرة، برفع لافتات بشعارات براقة، ولا بتصريحات فيسبوكية وتويترية  لمسؤولين وسياسين، بعضهم أصلا، يبغض الصحفي ويخشى  عمله الكاشف لعوراتهم وسرقاتهم وفسادهم!..أكرر ، تحية من القلب لكل من جعل الصحافة والإعلام ، عين ثاقبة ومرآة عاكسة للحق وأصحابه..

 


مشاهدات 186
الكاتب محمد صاحب سلطان
أضيف 2025/05/03 - 1:23 AM
آخر تحديث 2025/05/03 - 4:05 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 767 الشهر 3099 الكلي 10997103
الوقت الآن
السبت 2025/5/3 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير