وداعاً يا محمد

خلدون المشعل

وانا امر بمكان الحادث الذي دهس فيه الشاب محمد احمد المشهداني تبسمرت قدماي كان روحه كانت حاضرة في المكان تقول لي كمثل كل مره السلام عليك عمو ان شاء الله زين عمو سيف موجود ولكن هذه المرة شعرت به يسلم علي ويقول كيف حال سيف بعدي هل اتعبه فراقي هل شباب حي الجامعة مازالوا يتذكروني بعد اسبوع على مماتي. و وفاتي هل زملائي يتذكروني وهل يترحمون علي وعلى روحي الطاهرة حيث فارقت الحياة وانا ابن السابعة عشر ربيعا من عمري ، لقد رحل محمد ملبيا نداء ربه بسبب رعونة سياقة احد الشباب لسيارته بسرعة عالية في احد الشوارع الفرعية ورحلت مع محمد احلامه في النجاح من الخامس العلمي وذهابه للصف السادس ليبلغ حلم والديه ويحقق حلمه في الحصول على مقعد في الجامعة ، لقد رحل محمد ذلك الشاب الوحيد لاهله والذي رزقهم الله اياه بعد انتظار سنوات طويلة ، واقول بمناسبة هذه الفاجعة والفواجع التي تحدث يوميا وتقضي على عوائل باكملها متى يتم اقرار قانون للمرور يحاسب ويعاقب المتهورين في السياقة حيث ان السياقة كما يقولون سابقا فن وذوق واخلاق ومتى تنتهي الدية وان يحدد القانون السرعة داخل المناطق بسرعة معينة لا تتجاوز الاربعون كيلو في الساعة وكل من يتعداها يعتبر مجرم شارع في القتل لان هناك اناس امنو العقاب فاساؤ الادب ، لقد اطفأ نور ذلك المنزل الذي كان يسكنه محمد وانتهى تجمع الشباب امام منزلي بمجرد موت محمد وهنيئا لك يا محمد تلك الزفة الشبابية والاهازيج يوم شيعك الصغير والكبير الى مثواك الاخير وقالوا ( عريس وربعة يزفون) وقد زاروك في اول يوم اثنين في المقبرة اصدقائك المخلصين اللهم ابدل محمدا دارا خيرا من داره واهلا خيرا من اهله وارحمه وارحمنا واحفظ شباب العراق واولادنا فلذات اكبادنا وللحديث بقية .