معارك غربة النساء
أفراح شوقي
كثيرون كتبوا عنها، عاتبوها وشكوا منها واليها، هي دخلت في نصف اغاني الوجع الانساني، وثلاثة ارباع قصائد الشعراء، وهي اكبر من كل وجع، وحتى الان ماانصفوها ، لست احكي غربتي هنا ياسادة، انا واحدة من بين ملايين البشر، ممن اصابتهم تلك المحنة، ولكنهم اعتاشوا معها وربما بعضهم عافها وصارت ذكرى عندما عاد لوطنه وشاف اهله واصحابه، لكن هل اختفت ندوبها من جسده؟
ماتحفره الغربة في ارواحنا تبقى ندوبا لا تزول ، بعض الاصدقاء يحاول مواساتنا فيعلق قائلا على منشورات فيسبوك:» نحن ايضا غرباء في اوطاننا! « ، او تراه يحسدنا على مانحن فيه من عمران وخدمات وووو الخ، لكن هل فكر كم يقتلنا الاغتراب والوحدة؟ وكم من عزيز غادرنا لمثواه الاخير دون ان نترك لهم كلمة وداع، نحن من نطلق الضحكات عبر كاميرات الهواتف لنشارك من نحب افراحه فيما نخبئ دمعات ثقال خلف الجفون، نحن من نصرخ بصوت مكتوم ، في كل مرة,,, لماذا نهجر الوطن؟ بل لماذا يتخلى عنا الوطن ؟ لماذا نتعلق باوراق اللجوء في دول الغرب ويحسدنا الناس عليها، فيما خلقنا الله في ارض هي ملك لنا وهي مهد عزنا وعز ابائنا وفيها تربينا ونشأءنا ، لماذا يبيعنا السلطان ببخس الثمن؟ ويترك رعيته لارض الاجانب، فيما يتنعم بالمكاسب والسلطة والنفوذ؟ ويتفاخر بعدها بمنجزاته وحكومته الرشيدة, كل لاجئ بغير وطنه وصمة عار في وجه السلطان ، وسؤال كبير يحتاج جواب، كل دمعة نسكبها بعيدا عن عراقنا ، نار حارقة لايشعر بوجعها الا من كابدها, وعاش مرارتها ولانزال نبذل قصارى صبرنا لنعيش غرباء خارج الديار، ونقود معارك غربتنا وحدنا ونبقى على قيد الحياة بأنتظار الوطن.