التطوّر العلمي العالمي والفكرة المغلوطة لدى الأفراد
هبه جعفر الخفاجي
كثيراً ما يشاع حديث ناتج عن فكرة متجذرة لدى غالبية الأفراد في وقتنا الحالي ممن هم رواد علم و مفكرين ، مفاده التراجع العلمي و تضاؤل روح الإكتشاف و قابلية الإبتكار و القدرة على التفكير ، و تتم مقارنة عصرنا الحاضر مع ما سبقه من العصور ، و في إحدى الندوات العلمية التي كنا حاضرين فيها تم طرح تساؤل و موضوع نقاش مفاده : لماذا شاع صيت أبرز علماء العلوم المختلفة في العصور السابقة ، مع إن و سائل التعليم كانت بدائية في ، حين لم نجد أمثالهم في عصرنا الحاضر ، بالرغم من التطور الذي يشهده العالم ..؟و كان الرأي الغالب حينها و أستطيع القول بأنه تم إتفاق الحضور ، بأن العالم في العصور الماضية ، كان لدى أفراده حينها رغبة كبيرة للتعلم و أكتساب العلم ، و يعتقدون أن مستوى الذكاء كان أكبر .و هنا أقول بأنهم بأنفاسهم ذاك قد خالفوا أنفسهم ، فكيف يجزمون بتطور العالم في الوقت الحاضر و كيف يعيبون على مستوى ذكاء الأفراد .. ألم يناقضوا أنفسهم ..! من صنع هذا التطور .. و كيف وصلنا لهذه المراحل من التغيرات و التطورات و الإختراعات ، التي تغلغلت في تفاصيل حياتنا ، و مازالت في تطور مستمر بل إنها عجلة لا تتوقف . أن سبب الفكرة السائدة المغلوطة لديهم أماً لقلة إطلاعهم و مواكبتهم لأخبار و مستجدات العلم و العلماء ، أو تشتتهم لكثرة رواد العلم في عصرنا . كان قديماً رواد العلم قليلون و العلماء مميزون فيشيع صيتهم لتفرّدهم ، اما الآن أصبح العلم ضرورة من ضرورات الحياة ، و نيله واجب حياتي على الأفراد ، بالنتيجة أصبح علينا واجب تتبع آثاره و الإهتمام بكل جديده ، حتى نكون على دراية و إنفتاح بما وصل اليه عالمنا ، و حتى نعطي علماء عصرنا حقهم ، لا ننكر وجودهم و نطمس حقيقة ما توصلوا اليه رغم أننا نرتع و نتمتع بمزاياه .