ليس لدى الرئيس مَن يساعده

فاتح عبدالسلام

ييدو انّ حوار الطرشان والعميان هو الذي يسود العالم اليوم، حيث كل المحادثات العميقة والاستراتيجية التي اجراها الرئيس الأمريكي ترامب مع الرئيس الروسي بوتين حول إيقاف حرب أوكرانيا ، جعلته اليوم يشهد تصعيداً عسكرياً روسياً كبيراً ازاء أوكرانيا، ونجده يقول انه بوتين اذا لم يستجب ستحدث أشياء معينة، في إشارة الى إجراءات وعقوبات، وكأن روسيا لم تسمع شيئاً.

 في الجانب الاخر كانت محادثات الرئيسين ترامب والصيني شي، قد احتلت العناوين الايجابية، ما لبثنا أن شهدنا بكين تندفع بعد أيام نحو تعزيز التحالف الروسي الصيني الكوري الشمالي بما يضطر ترامب للإعلان بأنهم يتآمرون عليه.

رئيس أوكرانيا زيلينسكي سمع كلاماً ثقيلاً من ترامب ونائبه داخل البيت الأبيض امام الكاميرات، لكنه عاد الى موقع من التصرف كأنه لم يسمع شيئاً.

كلام ترامب مع نتانياهو حول انهاء حرب قطاع غزة سمعه العالم كله ما عدا نتانياهو نفسه.

ترامب أعلن انه أخمد ست حروب أو يكاد، لكن لا أحد يسمع لما يقول، وكل طرف ماض لتنفيذ ما في رأسه.

إيران التي أمر ترامب بقصف مفاعلاتها النووية في موقعين أساسيين، عادت بحسب الوكالة الدولة للطاقة الذرية لزيادة انتاج اليورانيوم المخصّب بنسبة ستين في المائة بما يؤهلها لصنع عشر قنابل نووية في حال قررت رفع النسبة الى تسعين في المائة ولا أحدَ يعلم في أي يوم تستطيع فعل ذلك. وفي الوقت ذاته تعلن طهران انها منفتحة على الحوار مع واشنطن حول النووي.

 لا أحدَ يسمع أحداً، الجميع يتكلم مرة واحدة، والجميع يتصرف دفعة واحدة، ولا أحد ينتظر السماع أو رؤية ما سيحصل.

لا يوجد مَن يصغي لكلمة الامريكان وينفذها سوى العرب، فهم الأكثر طاعة وليونة وغراماً بالكلمة الامريكية. لكن ذلك لا يفيد الامريكان في شيء كثير باستثناء المكاسب المالية الاستثمارية.

 يبدو انه لا يوجد زعيم في العالم يريد أن يسهل مهمة ترامب فــــــي الحصول على جائزة نوبل للسلام

. وعلى غرار ما قاله الروائي ماركيز ، ليس لدى الكولونيل من يراسله، لدينا اليوم ، ليس لدى الرئيس مَن يساعده .