الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
فن إدارة الأزمات

بواسطة azzaman

الـله بالخير رياضة

فن إدارة الأزمات

اكرام زين العابدين

 

نعيش اليوم ازمات متواصلة بمختلف مجالات الحياة ، نتيجة المتغيرات التي يشهدها العالم والتي تؤثر بشكل مباشر على حياة الجميع .

العراق بلد يعتمد بشكل كبير على واردات النفط ، والتي من خلالها يتم تامين متطلبات المجتمع ، والرياضة ليست ببعيدة عن الازمات والتخصيصات المالية التي يتم تامينها من موازنة الدولة المالية وقد يؤثر تاخيرها على خطط اعداد الابطال والمنتخبات الوطنية.

عاشت رياضتنا العديد من الازمات ومازالت ولم تنجح في تجنب اثارها وتكاليفها الباهضة في ظل غياب التفكير الصحيح والبعيد عن العاطفة، وكذلك غياب اشخاص قادرين على ايجاد الحلول المناسبة للازمات المختلفة.

يشير مصطلح إدارة الأزمات إلى فن التعامل مع الأحداث المفاجئة وغير المتوقعة التي تزعج الجميع وبمختلف توجهاتها.

 ويطلق أيضًا على عملية التعامل مع التغيرات المفاجئة وغير المتوقعة في ثقافة ادارة المنظمة اسم (فن إدارة الأزمات)، وتسهم إدارة الأزمات في إعداد الأفراد والمؤسسات لمواجهة الظروف غير المتوقعة ، والتي قد تتسب في نسف كل الاعمال الصحيحة التي قامت بها المنظمة ، وكشفت بعض الدراسات أن التخطيط الاستراتيجي يعزز من فن إدارة الأزمة.

رياضتنا بشكل عام وكرتنا بشكل خاص تعيش حالة اللا استقرار في ظل وجود ازمات مستمرة في مختلف المجالات ، ولا توجد جهة او لجنة او اشخاص معينين قادرين على ايجاد حلول لهذه الازمات المستمرة والتي تؤدي الى نسف كل الجهود الحقيقية لتحقيق الاهداف المرسومة.

كرة القدم العراقية تعيش الازمات المتواصلة ، لاسيما وان القائمون عليها لا يعترفون بالمشاكل التي تحاصرها ، ولا يتقبلون النصائح التي قد تسهم بمعالجتها ، لذلك نرى ان الازمات مستمرة منذ فترة طويلة ، وتظهر للعلن مع كل إخفاقه او خسارة تتعرض لها المنتخبات الوطنية.

رياضتنا وكرتنا لم ترى الاستقرار وخاصة الفترة التي تلت التغيير في نيسان من عام 2003 ، والبعض حاول ان يخلط الرياضة بالسياسة واعتبرها تصب في هداف واحد وهو العراق.

خسرنا في الادوار الاولى من تصفيات كاس العالم 2006 ، وتصفيات 2020 و2014 و2018 و2022 ، انديتنا خسرت في دوري ابطال آسيا ، ودوري ابطال العرب ، ولم نحقق نتائج ملبية للطموح في خليجي 17 في قطر و18 بالأمارات ، و19 في سلطنة عمان ، و20 باليمن ، و21 في البحرين ، و22 في الرياض ، و23 بالكويت ، و24 في الدوحة ، هذه الازمات المتكررة لم نجد من يضع الحلول المناسبة لها .

استمرت الازمات الى ان وصلت لزمن نجوم الكرة العراقية الذين توسم بهم الجماهير خيراً وكانوا يقوقعون انتهاء الازمات وحضور النتائج الايجابية لاسيما بعد الفوز بلقب خليجي 25 بالبصرة ، والنتائج الايجابية في تصفيات كاس العالم 2026 .

لكن شهر العسل مع المنتخبات الوطنية لم يستمر بالرغم من النتائج المقبولة في المشاركات الخارجية ، لان الجمهور لن يقبل بغير الفوز ، وان الازمات تظهر مع اول خسارة لاي منتخب في المشاركات الخارجية.

هل نسينا مشكلة السلوفيني كاتانيش مع المنتخب ، او الهولندي ادفوكات الذي تلاه بالتدريب ، ومن ثم بتروفيتش وصولا للاسباني كاساس الذي جعلنا نعيش حلم الوصول للمونديال المقبل ، لكن الحلم تحول الى سراب مع انتهاء مباراة فلسطين .

المشكلة ان الحكمة غائبة عن قرارات الاتحاد ، وانه في طريقه الى اتخاذ اخرى جديدة قد ندفع ثمنها باهضاً ، ولنتذكر قرارات العقوبة بحق اللاعبين وابعادهم عن مباريات مهمة يتم من خلالها حسم الالقاب . وستتواصل الازمات في ظل غياب لغة الحكمة وحضور الفوضى ، وكذلك غياب خلية ادارة الازمات التي من الممكن ان تطفيء نيران قد تحرق الجميع.

 

 

 

 

 


مشاهدات 61
الكاتب اكرام زين العابدين
أضيف 2025/04/23 - 3:00 PM
آخر تحديث 2025/04/24 - 9:38 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 424 الشهر 25491 الكلي 10906138
الوقت الآن
الخميس 2025/4/24 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير