الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
ترقب لصدور قانون الخدمة الإلزامية

بواسطة azzaman

ترقب لصدور قانون الخدمة الإلزامية                        

قاسم المعمار

 

كان دائم القول .. الجندية شرف وعزة واباء ..  انها مدرسة الحياة تحمل المفاهيم التربوية في الشجاعة والتضحية والاقدام والضبط السلوكي تربت عليها اجيالنا منذ تأسيس نواتها (فوج موسى الكاظم) بداية البزوغ الكفوء بشرياً وآلياً وتسليحياً :

     الجيش سور للوطن       يحميه ايام المحن

     ارواحنا تفدى لــه         بلا ثمن .. بلا ثمن

كنا ايام التلمذة ابان الخمسينات اجمل يوم نترقبه لدينا كرنفالات عيد الجيش العراقي ذكرى تأسيسه في السادس من كانون الثاني من كل عام حيث حلة الاستعراضات العسكرية لصنوفه المتنوعة منذ الصباح وسط حفاوة وتشكيلات القوة الجوية والمسيرات النهرية الليلية البهيجة ونثر الحلوى وزغاريد الامهات الواهبات فلذات اكبادهن لهذا الوطن العزيز الجميل ..

فلقد زرعت الخدمة العسكرية الالزامية فينا آنذاك الانضباط والتنفيذ والطاعة والتخلص من حالات الخوف والتردد والميوعة عبر البرامج التأهيلية والتدريبية وتنفيذ الواجبات ... مئات الكراديس من الحضائر والفصائل والسرايا تملأ ساحات التدريب في معسكراتهم المنتشرة في ربوع الوطن مرفوعي الرأس حاملي سلاحهم وفي استعداد تام تعلوهم الصحية المدوية .. صيحة كل يوم (حاضر للتفتيش سيدي) من لدن المعلمين العسكريين الشجعان حيث تنطلق توجيهات الآمر للمعسكر وقرونة بالايعاز بممارسة التدريب الميداني . وهنا يهب الجميع كلاً حسب تخصصاته الادارية والتدريبية والحراسات والاعاشة والتموين والنقل والنظافة والطعام والطبابة .

لقد زرعت في نفوسنا الخدمة العسكرية الالزامية مباديء وتقاليد واعراف اجتماعية غاية في الروعة والدقة لم نعرف الخوف والتردد والمناقشة ، كانت الواجبات المسائية حوافز استنهاضية لنا في تنفيذ التمارين في الهجوم والدفاع ومسك الارض والعودة الى حضائرنا لتنظيم العفش وغسل ملابسنا وترتيب قيافتنا بدقائق محسوبة سلفاً.. فلقد سادت روحية المحبة مابين الحضور والمساعدة حتى شعرنا ببؤس ذلك اليوم التوديعي حينما انهينا الخدمة العسكرية ونسينا المتاعب والعقوبات وصرامة التدريب كي نصبح الرجال بمعنى الكلمة .. الضبط والنظام يعيش في عروقنا سلوكاً يومياً نحترمه .

اليوم تكمن امنيتنا الوطنية الرائدة بعودة قانون الخدمة الالزامية في العراق بعد هذا التوقف الزمني الطويل وتعود مفهومية (ابو خليل) حاضرة من جديد في عائلتنا العراقية التي احبتها .

(صورة رائعة)

من الصور العسكرية الرائعة التي رويت لي في حفل تخرج انهاء الخدمة العسكرية لإحدى السرايا اذ تقد الآمر داعياً الى تجمع الجنود وهو يمد يده ساحباً احد الجنود الاحتياط من كبار السن قائلاً : اخواني لقد اخفيت عليكم سراً ان هذا العسكري الخريج هو ابي .. الذي استحلفني واقسمك علي ان يؤدي خدمته الالزامية الاحتياط اسوة بزملائه دون تعريفهم بي ، ثم اخذ يقبل يده مع عناق طويل ملؤه دموع الحاضرين لشخصية هذا الأب الأشم والابن العسكري ... البار .

 

 

 


مشاهدات 73
الكاتب قاسم المعمار
أضيف 2025/04/17 - 1:40 AM
آخر تحديث 2025/04/19 - 5:21 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 312 الشهر 18969 الكلي 10899616
الوقت الآن
السبت 2025/4/19 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير