كلمات على ضفاف الحدث
الفاصل بين الخيط الأبيض والأسود في الشرق الأوسط
عبد الـله عباس
قراءة ما فعلتة وما تفعله القوى الغربية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة وتحت عنوان ابدعوه ( محاربة الارهاب بعد الحدث الغامض عن طريق الانفجارات عندما حدث ماحدث في 11 ايلول ) بداً بالعراق ولم ينتهي بليبيا وسوريا الى ان فتحوا جبهة الارهاب و الفوضى في اوكرانياو التحرشات الفوضوية ضدالصين عن طريق تحريض حلفاءهم في الجنوب الشرقي لاسيا ‘ ومعركة الضغط المستمرة منهم على ايران في صيغتها الدرامية شبيهة بإستعجال ما فعله القرويين كما جاء في حكاية الشعبية حيث أكلوا الزبيب ذي الأرجل وترك الزبيب الحبيس في الكيس لحين الوصول المدينة ..!!!!.
عندما بدأ العراق العمل في بداية السبعينات في بناء المفاعلات النووية، لم يتخط حملة الغرب سوى بعض التقارير في الإعلام الغربية تبدي شكوكا من نية السطات العراقية من بناء تلك المفاعلات،بل أن الحكومة الفرنسية التى وافقَت على بيع المستلزمات وتعاونت مع العراق لتنفيذ المشروع مررت كل الموافقات من الجهات المتنفذة في باريس بطريقة سلسة ودون اي إعتراض يذكر بحيث تخوفت الحكومة العراقية من تراجعها في اي من المراحل القادمة ، ولكن وفي غمرة الحرب العراقية الإيرانية فاجأت العالم بقيام إسرائيل بقصف موقع المفاعل بطريقة غير متوقعة إلى حد ان بياناً عسكرياً عراقياً اشار في البداية إلى قيام إيران بتلك العملية !وبعد إنتهاء الحرب العراقية الإيرانية وقيام النظام العراقي بإرتكاب غلطته القاتلة بدخوله إلى الكويت، ولكن ورغم خروجه من الكويت وبعد حادثة11 سبتمبر – أيلول أصرت الإدارة الأمريكية أن لنظامي العراق وايران يد في تشجيع العمليات الارهابية وتم تبنى مخطط الإحتواء المزدوج ضد النظاميين بعد تسميتهم بالنظاميين المارقين، ولكن عملياً وبشكل معلن تم تركيز غريب على الوضع العراقي أظهر بوضوح تصميم الأمريكي على منع أي نهضة للعراق بعد إخراجه من الكويت إلى حد وخلال فترة قياسية نفذت الإدارة الأمريكية خطة سريعة وواسعة لتقوية المعارضة العراقية في الخارج ووضع كل التسهيلات أمامهم مع العلم المسبق من هذه الإدارة أن بعض الشخصيات والجهات والشخصيات المعارضة عاشت خارج العراق لفترات طويلة بحيث فقد بعضهم الشعور بالإنتماء للعراق وشعبة فأصرت امريكا إلى شحنهم ليتذكروا هذا الأنتماء!و الأغرب ماكان في هذا الموضوع أن أمريكا أعتمدت إعتمادا مباشرا على بعض الأنظمة في المنطقة لتحقيق ما كان يخطط لها ضد العراق ( شارك عمليا 57 الف عسكري من 7 دول المنطقة استجابتا للطلب الامريكى في القاتل ضد العراق ).
انظمة متحالفة
أما فيما يخص ايران كان ولحد إسقاط النظام وتدمير الدولة العراقية وإحتلال أراضيها وقبل ذلك محاصرتها حصاراً قاسياً اشتمل كما كان معلوم منع حبة اسبرين عن العراقيين ، لم تتجاوز التصرفات الامريكية لايران غيرالتعبئة الاعلامية ضدها والضغط على الانظمة المتحالفة معها أن لايقترب من اي تصرف يؤدي الى تقوية العلاقات مع الإيرانيين هذا بالأضافة الى عدم الإهتمام (المعلن على أقل التقدير على سبيل الدعاية) أن أمريكا حاولت أو تحاول مد يد أي مساعدة لآي طرف معارض لنظام خارج ايران (هذا ونقوله للتأريخ ليس لأن أمريكا لاتريد ذلك، بل لأن المعارضيين الإيرانين ليسوا مستعدين للتخلي عن الإنتماء لايران وسنأتي على هذه الظاهرة الإيرانية بشيء من التفصيل).... نعيد قراءة هذه الاحداث، لنتوقف على تهديدات الدولة العبرية وحامي أمنها وسلامتها الإدارة الأمريكية ومنذ سنوات وليس شهور باللجوء إلى الإختيار العسكري لوقف المحاولات الإيرانية لامتلاك القوة النووية وبعض الأحيان يتم نشر سيناريوهات دقيقة عن الجهات المتنفذة من الطرفين بحيث يتوقع العالم إندلاع حرب شرسة في المنطقة بين لحظة وأخرى وتمر الايام ويتم سكوت لغة التهديد وا علان موافقة الجهات المتخوفة من إمتلاك إيران (وهي قوة إسلامية) للسلاح النووي وإستعدادها للجلوس معها لبحث حل الازمة بطريقة دبلوماسية والتي تعني بحسب مامعــــــــــلن من الغرب :
إقناع إيران بأن تعلن التوقف عن مشروع إمتلاك أي قدرات النووية، ولعبة تصل أحياناً إلى إشارات بأن الغرب عموماً والإدارة الأمريكية لاتمانعان تزويد الدول الحليفة لهما في المنطقة بقدرات نووية إذا أصرت ايران على موقفها، ولكن نشر هذا الخبر لاتصل حتى إلى جلسة شبه رسمية يعطي نوع من الجدية الخبر ! هل نعيد هذه القراءة لنَنظم إلى بعض أراء وتحليلات تٌطرح أحيانناً بشكل واسع مفادها : أن بين الغرب عموماً والولايات المتحدة الأمريكية خصوصاً (وحتى من خلالهما مع الدولة العبرية) وايران نوع من تحالف الإستراتيجي لتقسيم الأدوار والهيمنة ضد النهضة العربية القومية خصوصاً والخط الإسلامي الداعم لتوجهات النهضة القومية ؟! قطعاً ليس كذلك ولسنا من المؤمنين إعتمادا على التشكيك بالثوابت التى تدير الأحداث والصراع المصيري في هذه المنطقة التي لايستوجب غطاء حقائقها بهذه الطريقة الساذجة التى يروج لها أكثر الأحيان الكتاب والمحللين غربييي الهوى يقصدون بها نشر روح اليأس فقط بين الشعوب المغلوبة على أمرها في المنطقة بسبب سعة التأمر وخطط الهيمنة الآتية من الغرب ...بل نعتقد ومن خلال تصورنا المتواضع لما يحصل في المنطقة عموماً وشراسة الضغوط الغربية على ايران خصوصاً، أن الغرب عموماً والقوة المتنفذة لثوابت الإدارة الأمريكية التى يأتي في مقدمتها ضمان (أمن الدولة العبرية الأستيطانية في فلسطين المحتلة) على وجه الخصوص لاتستطيع تحويل حربها المعنوية (الحصار وضغوط وتهديدات وتوسيع الحرب النفسية ضد كل جهة تحاول دعم النهج الإيراني في المنطقة) إلى الحرب من النوع الذي شنت ضد العراقيين (وليس النظام كما ادعوا!) او ضد افغانستان والمؤامرت التى تم حياكتها ضد ليبيا لاسقاطها في دوامة نرى إفرازاتها الأن، لأن الغرب وأمريكا والدولة العبرية يعرفون بوضوح (ملاحظة: مهما يكون رأينا بالنظام الذي يقود ايران وأشرنا إلية في أكثر من مقال!) يعرفون بوضوح أن في ايران، ألارض والإنسان وروح الوطنية والإنتماء، لايستطيع الغرب (ولحد الأن على أقل التقدير حتى لايؤخذ كلامنا بالمطلق!) يخلق منفذا يصلهم إلى صناعة (كرزاي وأشباه المعارضة من نوع الذين دخلوا معهم لتحطيم دولة العراق – ونكررليس النظام فقط!) أمريكا لاتستطيع ترويض من يعادي النظام الإيراني داخل الإيران وحتى خارجها ليصبحوا جسر العبور لتحطيم الأرضية الصلبة التى يقف عليها وطنهم من التأريخ والحضارة والبناء مهما تكون خلافهم مع النظام في الداخل ..!
اماكن مهمة
لذا نرى تصرفات الغرب وامريكا عندما نأتي نقارن بين عدوانية تصرفاتهم ونتائج تلك التصرفات في المنطقة أنها تشبه غباء القرويين ياكلون بسهولة زبيب له أرجٌل في المنطقة على أمل الوصول إلى المدينة ليأكلوا زبيبا بلا أرجٌل ...
وحتى مثل العصفور في اليد أحسن من خمسة على الشجرة انقلبت نتائجة في تصرفات أمريكا بسبب غباء التصرف وفقدان الإرادة التي تردعها في كثير من الاماكن المهمة في المنطقة بحيث وبرغم وجود أكثر من عصفور في جيب أمريكا تراها كالوحش الهائج يخطط لاصطياد العصافير المحلقة نحوالحرية (مؤامراتهم للاجهاض على إنتفاضات شعوب المنطـــــــــــقة) من جانب ومن جانب الآخر تخوف حلفائها هناك من خطر من يريد أن ينطلق بارإدتها الحرة خارج سرب الفرض الهيمنة ......وأخيراً، لايخسر المــــــــــــحللين لأوضاع المنطقة من الإعتراف بأن أي نصر الذي تحققه إيران في المنطقًة هو نتيجة لغباء الإدارة الأمريكية أولاً وثانياً لعدم وجود الإرادات المتنفذة في المنطقة ترى الفاصل بين الخيط الأبيض والأسود ويتعامل معه بالعقلانية.