الاقتصاد العالمي تحت المجهر.. هل اقترب شبح الركود ؟
عبدالقادر حداد
احدثت الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي “ دونالد ترامب “ اضطرابات كبيرة في اسواق الأسهم العالمية
مما عزز تصاعد القلق حول إمكانية دخول الاقتصاد العالمي في حالة ركود نتيجة التقلبات الحادة التي تشهدها البورصات العالمية ، غير ان تصعيد ترامب لتهديداته بزيادة الرسوم الجمركية على الصين و إعلان الاتحاد الأوربي عن نيته فرض رسوم مضادة على الولايات المتحدة زاد من حدة المخاوف بشأن اندلاع حرب تجارية طويلة الأمد قد تؤدي إلى دخول الاقتصاد العالمي في حالة ركود . يعرف الركود الاقتصادي بأنه تباطأ عام في النشاط الاقتصادي يتمثل بانخفاض الناتج الإجمالي للإنتاج و تراجع في المبيعات و الصادرات لفترتين متتاليتين تمتد كل فترة منها على مدى ثلاثة اشهر ، و في حديث لشبكة ال “ بي بي سي “ البريطانية نوه خبراءً اقتصاديين إلى ان انخفاض أسعار الاسهم لا يعني بالضرورة اقتراب ازمة اقتصادية إلا ان هذا التراجع الكبير قد يؤدي في الوقت ذاته إلى ركود اقتصادي واسع تجعل الشركات المدرجة في الأسواق العالمية امام اعادة تقييم للأرباح المستقبلية حيث ان زيادة الرسوم الجمركية سيؤدي بطبيعة الحال إلى رفع التكاليف و تقليص الأرباح . و بحسب ال “ بي بي سي “ فأن الركود ليس امر لا مفر منه إلا ان نسبة حدوثه ازدات كثيرا مقارنة لما كان عليه الوضع قبل الرسوم التي فرضها ترامب و التي وصفها بأنها الأكبر و الأوسع على مدى مئة عام ، بدوره صرح “ لاري فينك “ الرئيس التنفيذي لشركة “ بلاك روك “ لوكالة “ رويترز بأن أسواق الأسهم الأمريكية قد تستمر في التراجع بنسبة 20 بالمئة نتيجة الرسوم المرتفعة التي فرضتها الولايات المتحدة ، مشيرا إلى ان الاقتصاد قد يكون بالفعل في حالة ركود . و منذ اعلان ترامب فرض الرسوم الجمركية شهدت أسعار النفط و النحاس و اللذان يعتبران مؤشراً لصحة الاقتصاد العالمي تراجعا ، حيث انخفضت أسعار النفط مقتربة من ادنى مستوياتها منذ 4 سنوات بسبب القلق من تأثير الرسوم الجمركية الجديدة على مستويات الطلب للطاقة ، من جهة اخرى أشار بنك “ غولدمان ساكس غروب “ الاستثماري الأمريكي إلى ان سعر خام برنت قد ينخفض لأقل من 40 دولارا للبرميل في حالة تصاعد الحرب التجارية . و فيما يتعلق بالبنوك و التي تعتبر مؤشراً لحالة النشاط الاقتصادي ، فأنه و منذ الرسوم التي أعلنها ترامب رفعت عددا من اكبر بنوك الاستثمار تقديراتها لاحتمال حدوث ركود اقتصادي ، من بينها بنك “ جيه بي مورغان “ الذي رجح احتمالية وقوع ركود في الولايات المتحدة و العالم بنسبة 60 بالمئة نتيجة الرسوم و الاجراءت المضادة ، و توقع المستثمرون ان يؤدي ذلك إلى انخفاض في انفاق المستهلكين و تراجع الطلب على القروض و الصفقات . في حديث لصحيفة “ الغارديان “ قال “ستيفن “ و هو احد المتعاملين في بورصة نيويورك “ ان التقلبات الأخيرة في السوق تعكس حالة من الغموض و عدم اليقين ، مضيفا ، لا احد يفهم ما يجري ، نحن لا نعلم ، ما شهدناه من اظطرابات مفاجئة امس كان مثيرا للدهشة وأربكنا تماما ، كل ما يمكنني فعله الان هو التمسك بأمل ان لدى ترامب خطة خفية لم يعلن عنها بعد لان الوضع بصراحة مقلق جدا و قد يقود لعواقب وخيمة . من جانبه صرح “ انتوني “ و هو متداول خبير قائلا “ من المؤكد أننا نمر بحالة ركود في الوقت الحالي ، لكن ترامب لن يدوم للابد، قد نكون خاضعين لرحمته الان لكن لا شيء يبقى إلى الأبد فأي رئيس يتسبب بركود اقتصادي لن يعاد انتخابه هو و حزبه “ .