الوعي العربي يتراجع

عبد الكاظم محمد حسون

للأسف بعد  مرور زمن طويل  ليس بالسنيين ... وإنما يقاس بالقرون وكثير من ابناء بني يعرب عقولهم مقفلة لم يغيرها منعطفات الزمان .فنجد ان بعض التقاليد العشائرية الضيقة والمعتقدات الطائفية متعشعشه في عقولهم  رغم انهم يعيشون في زمن التطور العلمي العابر للقارات بل لكواكب المجرات القريبة من الكرة الارضية  والبعيدة عنها ..يمنحون لها الأولية المطلقة حتى على حساب رغيف خبز  أطفالهم..ولا مانع لديهم من تهديم كل مايملكون من بنية تحتية او قيم جماعية او سفك دماء طاهر من أجلها..علما ان تلك المفاهيم لو ترجع إلى اصولها تجدها من صنع الإنسان لأسباب سياسية او مصالح شخصية لا تخلو يد السلطان من نشأتها فالله سبحانه تعالى خلق الدين  ولم يخلق الطائفية

والسبب في ذلك هو ضيق الافق للتفكير الخاص بالعقل العربي ونقصان الوعي الخلاق ..ونعدام مراجعة النفس وتجاهل النتائج والتداعيات الكارثية الحاصلة جراء هذا السلوك ..ومن الغريب ان تجد ان المتأثرين بهذه الأفكار التي مصدرها عرقي او طائفي ينسون حتى بعض الأخلاق والقيم العربية الاصيلة في رد الجميل والتكاتف العربي وينسون اللغة والتاريخ المشترك وحتى الدين  بعض الأحيان وانا جازما هنا ...لم يحدث هذا عفويا ... وإنما هنالك اجندات داخلية وخارجية او ايادي خبيثة  تلعب لعبتها بالعبث وخلق العداوة والكراهية ..وإلا ...  بربكم ماذا تسمون ان تخرج مجموعة من مواطنين في دولة ماء لتسيء إلى شعب شقيق لها في مناسبة رياضية وهي تعلم ما قدمه هذا الشعب لشعبها على طول السنين من تضحية ومساعدات ومواقف شريفة في حين ان الرياضة تقرب الناس وتخلق جو من المحبة والألفة لا جو من العداوة والطائفية والكراهية السوداء ...هذا مثل بسيط من نماذج تجدها منتشرة ومتأصلة  في المجتمعات  العربية تعكس الكراهية والتفرقة والتهميش يمارسها البعض اتجاه البعض الاخر في الوطن الواحد او وطن اتجاه وطن اخر يشترك معه في الدين والعروبة واللغة    ...هل مايحدث هو فقدان للعقل ام هي الكراهية المتأصلة والمترسبه في خلجات القلب والتي لا تقدر كل مياه  العالم العذبه من  تطهيرها . أليس هنالك من وقفة جادة لتنمية وتطوير العقل العربي لجعله اكثر انفتاح وأكثر وعي لتجاهل  تلك الرواسب والانطلاق لبناء حاضر ومستقبل جديد  مبني على اساس قيم جديدة  كالانتاجية في العمل والتطور العلمي وخلق ثقافة المحبة والتعايش المشترك  بأمان .