مدرسة الخالصي تحتفي بيوم المخطوط العربي

بغداد – الزمان

أقامت مدرسة الإمام الخالصي، بالتعاون مع المركز الثقافي في كلية مدينة العلم الجامعة، ندوة ثقافية بمناسبة يوم المخطوط العربي، في الثالث من نيسان الجاري، في قاعة المدرسة بمدينة الكاظمية ، وناقشت الندوة أهمية المخطوطات الإسلامية، والجهود المبذولة للحفاظ عليها، سواء في العالم العربي أو في المؤسسات الأكاديمية الغربية. وسلط المحاضرون الضوء على القيمة العلمية والتاريخية لهذه المخطوطات، والتحديات التي تواجه حمايتها.

تحدث الباحث علي حسين محفوظ عن تجربته الشخصية خلال زيارته لمعرض المخطوطات الإسلامية في المكتبة البريطانية، مشيرًا إلى الاهتمام الكبير الذي توليه المؤسسات الغربية بهذه الكنوز التاريخية. كما استعرض اكتشافًا هامًا لمخطوطة قرآنية قديمة في جامعة بيرمنغهام البريطانية، والذي أظهر من خلال فحوص الكربون المشع أن عمرها يقارب 1370 عامًا، مما يرجح أنها كُتبت في عصر الصحابة. ويؤكد هذا الاكتشاف ثبات النص القرآني عبر الزمن، ما جعلها من أقدم المخطوطات الإسلامية المكتشفة حتى اليوم.كما أشار إلى الجهود العربية في حفظ هذا التراث، مسلطًا الضوء على دور السعودية، اليمن، وقطر في أرشفة وترميم المخطوطات. لكنه حذر أيضًا من التحديات الخطيرة التي تهدد هذا التراث، مثل النهب والبيع غير القانوني في الأسواق السوداء، بالإضافة إلى الإهمال وضعف الاهتمام بطرق الحفظ الصحيحة.

من جانبه، تحدث المرجع الديني الشيخ جواد الخالصي عن أهمية اللغة العربية باعتبارها حاملة للمعرفة والتاريخ، وضرورة الحفاظ على المخطوطات الإسلامية والعربية كجزء أصيل من التراث الثقافي للأمة الإسلامية.وسلط الضوء على أهمية التوثيق والتصوير الرقمي كأحد الحلول الحديثة لحماية هذه المخطوطات، داعيًا إلى استعادة المخطوطات المفقودة إلى مكتباتها الأصلية.كما تناول إسهامات العلماء المسلمين في النهضة العلمية، وكيف شكلت بحوثهم الأساس للتطور العلمي في العصور اللاحقة، مستعرضًا شخصيات بارزة مثل:ابن الشاطر.والخوارزمي.وابن النفيس ،مؤكدا أن النهضة الأوروبية استلهمت الكثير من إنجازاتها من المخطوطات العربية، حيث اعتمدت على الدراسات الإسلامية في مجالات الطب والفلك والرياضيات.

واختُتمت الندوة بعدد من التوصيات العملية التي تهدف إلى حماية المخطوطات وإعادة إحيائها، ومنها: تعزيز مشاريع الأرشفة الرقمية لحماية المخطوطات من التلف والضياع.و·  إطلاق مبادرات لاستعادة المخطوطات المسروقة وإعادتها إلى مكتباتها الأصلية.و·    تشجيع الدراسات البحثية حول المخطوطات القديمة، إذ قد تحتوي على أسرار علمية لم تُكتشف بعد.

وفي ختام الندوة، شدد المشاركون على أن المخطوطات ليست مجرد وثائق تاريخية، بل هي كنوز معرفية تحمل إرثًا علميًا وفكريًا لا يقدر بثمن، ويجب حمايته من الاندثار.