مزاد الغيبة في رمضان.. موظفو دوائر الدولة انموذجاً
جبار فريح شريدة
الغيبة مأخوذةٌ من الاغتياب؛ وهو التكلُّم عن الغير بغيبته بسوءٍ، أو بما يغمُّه لو سمعه، حتى وإن كان الشَّيء موجوداً فيه، فإن كان صدقاً فيُسمَّى بالغيبة، وإن كان كذباً وليس فيه وهو البُهتان كما جاء في الأحاديث، وجاء في حقيقة الغيبة عن مُحمد بن عُبيدة أنَّها تكون لمن أقلع عن فسقه، ولكن إن بقي مُصراً عليها فليس بغيبةٍ، وقيل: ما يُقال للرَّجل في حُضوره ثُمَّ يُقال في غيابه فليس بغيبة، ويخرُج من الغيبة ما يقوله الشَّاهد عند شهادته.
فالنَّميمة تكون بنقل الكلام إلى الغير بقصد الإفساد، وإلقاء العداوة بينهم، ويُستثنى منها ما كان من تحذير شخصٍ أنَّ فلاناً يُريدُ قتله في وقتٍ مُعين، أو أنه يُريدُ سرقة ماله؛ لأنَّها من النَّصيحة الواجبة، ومن الآيات التي جاءت في تحريم الغيبة، قوله -تعالى-: (وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا)، وتُعُّد الغيبة والنَّميمة من كبائر الذُّنوب، ويترتَّب على فاعلها إثمٌ كبير
كيفية تجنّب الغيبة والنميمة إذا أدرك المرء حقيقة الغيبة والنميمة، وسوء عاقبتها؛ سعى لتجنّبهما ولا شكّ، وفيما يأتي ذكر بعض الخطوات العملية التي تُعين على تجنّب الغيبة والنميمة والنجاة منهما:تقوى الله في السرّ والعلن. محاسبة النفس بتذكيرها بقبح هذا الفعل. التوجّه إلى إصلاح عيوب النفس، وتذكّر أن الانشغال بذلك أولى من تتبّع أخطاء الناس وعيوبهم. التوجّه إلى الله -تعالى- بصدق السؤال؛ أن ينجي المرء من العادة السيئة التي تغضبه. تعويد اللسان على ذكر الله سبحانه، والاستغفار؛ فإنّ في ذلك نجاة من الحديث الذي لا فائدة منه، كالغيبة والنميمة. البحث في دوافع الغيبة والنميمة، والعمل على إصلاحها في القلب، كالغيرة أو الحسد وغيرهما، فإذا عُولجت الأسباب القلبية، برأ اللسان من الحرام. العلم اليقيني بأنّ جزءاً من الغيبة والنميمة هو دخولٌ في أعراض الناس، وتلك حُرمة عظيمة يجب الانتهاء عنها، والذود كذلك عن الدخول في الأعراض، طمعاً في رضا الله سبحانه. إدراك خطر الغيبة والنميمة، والآثام المترتّبة على ذلك، ممّا يُعين على تركهما. تجنّب المجالس التي يتوقّع أن يكون فيها ذكرٌ لغيبة أناسٍ أو نمٍّ على أحدهم، وفي ذلك استباقٌ من المسلم لينأى بنفسه عن الوقوع في الحرام. مع العلم بأنّ الغيبة والنميمة يُعدّان جزءاً من حقوق المسلمين، فإذا رغب المسلم في التوبة عن ذلك الحرام فعليه أن يردّ الحقوق لأصحابها، وذلك بطلب المسامحة والصفح منهم.