نجومية مجوّدي القرآن الكريم
قاسم المعمار
استكمالاً لما نشرته في موضوع (نجومية مجودي القرآن الكريم) في صحيفة (الزمان) في الرابع عشر من كانون الثاني الماضي ان اركن متحدثاً لتوثيق آفاق نخبة روحانية طاهرة لمعت في سماء الله تعالى اداءاً في تلاوة وتجويد محكم آياته الكريمة في اقطارنا الاسلامية ننتمى لهم احتراماً لتفوقهم الأدائي واللغوي رغم تباين واختلافات لغاتهم الاصلية لقد احبهم الله واحبوه قولاً وفعلاً.
ان توجهي التوثيقي الاستشرافي هذا الذي اعده وبحق جزءاً من وفائي الاعلامي لهذه الشريحة المتألقة عالمياً حيث اصبحت لهم بصمات محببة لدى المتلقي ونحن نخلد الى السكون النفسي والاعتماد الذاتي لحنية وبلاغة الصوت المتصارع مع مفردات اللغة العربية الصعبة النطق للكلمة ومخارجها لكنهم افلحوا في النتيجة في كسبه محبة جمهور المتلقين فقد حفلت دور العبادة بالعديد من هؤلاء الحفظة والمجودين والمرتلين في اقطارنا الاسلامية مما اصبح لهم شأن محلي وعالمي . ففي تركيا برزت شخوص متميزة بأدائها التجويدي امثال الشيخ محمد رشيد ارتغول والشيخ متين اكتاي والشيخ اورهان كروغلو .. فيما تألقت في ايران من مجوديها الشيخ كريم منصوري والشيخ محسن حيدر زادة والشيخ عباس امامي.
اما في اندونسيا وماليزيا فقد برزت شخصيات القرآء والمجودين منهم معمر الاندونسي ورائد القحطاني ويوسف منصور ومحمد رضوان بن يوسف وابراهيم بن ابراهيم واحمد فهيم وعرفنا أنه في جنوب افريقيا اشتهر المجودون عمر ميتولي ومحمد هادي نوري وعكاشات كاميني .وفي باكستان تألفت نجومية المجودين محمد صديقي وشبر احمد الى جانب ورود اسماء اخرى من دول اسلامية بزغت نجوميتهم امثال الهان توك واحمد العجمي.
ومما هو جدير بالذكر ان هنالك الكثير من مراكز الاعداد ومعاهد رعاية تعليم اصول التلاوة والتجويد في ماليزيا وايران واندونيسيا وتركيا وباكستان مدعومة مادياً ومعنوياً تعنى باصول واحكام التجويد وحفظ القرآن الكريم واقامة المؤتمرات والمسابقات الدورية وقد حصل العراق لممثليه الجيدين امثال الحاج علاء القيسي والشيخ ضاوي واخرين على الدرجات الرفيعة في مناصب الامانة العامة لاتحاد القرآء والمجودين العالمين.
ولابد من الاشارة اليوم الى الدور الريادي للوقفين الشيعي والسني لرعايتهما اقامة وتنظيم دورات الحفظ والتلاوة والتجويد وتكريم المتميزين في العتبات المقدسة ودور العبادة .وفي احد المناسبات اخبرني القارئ المبدع الحاج علاء القيسي انه حينما حضر القارئ المبدع المجود عبد الباسط عبدالصمد مجلس فاتحة للعائلة الملكية العراقية لرحيل الملكة عالية والمقامة في الروضة الكاظمية المقدسة ابان الخمسينات فقد ابدى اعجابه وتثمينه لسماعة اصوات المجودين العراقيين بهذه المناسبة .