انها قطعاً موضوعة تثير مشاكل! موضوعة شغلت الإنسان منذ قرون، وما تزال.
وحتى أن الاحتكام الى الدين أو الاحتكام الى المتدينين، يثيران من المشاكل الكثير.
إن الإحتكام إلى الدين يطرح اشكاليات:
-الايمان بمعتقد ديني دون غيره.
-الموقف من الايمان بالمعتقدات الأخرى.
-وجوب تطبيق حدود المعتقد الديني بالنسبة للمؤمنين به.
-موقف تطبيق الحدود على غير المؤمنين بالمعتقد.
-اختلاف تفسيرات جوانب المعتقد الديني، وبالتالي اختلاف وخلاف المدارس.
-مدى استجابة الاحتكام الى الدين في خضم التطورات الاجتماعية والسياسية
-الموقف من المنتمين الى المعتقد، ولا يلتزمون بشعائره وحتى حدوده.
وهكذا الاحتكام الى المتدينين، فهو الآخر يثير جملة من الاشكاليات، منها:
-حدود القدرات الادراكية للمتدينين.
-الدوافع الظاهرة والباطنة للتدين وانعكاساتها في مواقفهم.
-اختلاط السياسي بالديني في فكر وممارسة المتدينين.
-الصراع على السلطة الروحية أو الدنيوية بين المتدينين.
-الانزلاق الى الشعور بالمعصومية أو المرجعية التي لا يجب نقاشها أو الاعتراض على أحكامها.
-اشكالات تقبل المتدين من قبل غير المتدين أو ذاك المؤمن بمعتقد آخر.
-الصراع على كلمة الفصل بين السياسي والمتدين.
الى جانب ذلك يقوم رأي العلمانية الذي لا يلتزم بحكم دين أو رأي متدين.
ان حوار هذه الاشكالية قد ينتهي سريعاً مع رجل متدين، حيث يقول: إنها أحكام الدين التي يحب أن نلتزم ونحكم بها، متجاوزاً ما أشرنا اليه من اشكالات. ومع رجل علماني لا يرى التزاماً بأحكام دين في حكمه، وانما سياسة يفرضها واقع الحال وتحددها الظروف.
واذا كانت أوروبا، على سبيل المثال، قد تجاوزت حيرة الاجابة في تفضيلها بين الاحتكام الى الدين أو المتدينين لصالح علمانية القوانين وانظمة حكمها، فإن هناك كثير من المجتمعات ما تزال تتحارب فيها وجهات النظر والتطبيقات.
ان ما قامت به اوروبا وتبعتها مجموعة اخرى من الدول والشعوب في ما يخص فصل الكنيسة (المعبد) عن الدولة وفصل الدين عن السياسة لم ينه تماماً اشكالية الاحتكام الى الدين والمتدين أو تجاوزهما تماماً.
الموصل، 18.03.2025