الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
الاحتكام الى الدين والعلمانية

بواسطة azzaman

الاحتكام الى الدين والعلمانية

نزار محمود

 

انها‭ ‬قطعاً‭ ‬موضوعة‭ ‬تثير‭ ‬مشاكل‭! ‬موضوعة‭ ‬شغلت‭ ‬الإنسان‭ ‬منذ‭ ‬قرون،‭ ‬وما‭ ‬تزال‭.‬

وحتى‭ ‬أن‭ ‬الاحتكام‭ ‬الى‭ ‬الدين‭ ‬أو‭ ‬الاحتكام‭ ‬الى‭ ‬المتدينين،‭ ‬يثيران‭ ‬من‭ ‬المشاكل‭ ‬الكثير‭.‬

إن‭ ‬الإحتكام‭ ‬إلى‭ ‬الدين‭ ‬يطرح‭ ‬اشكاليات‭:‬

‭-‬الايمان‭ ‬بمعتقد‭ ‬ديني‭ ‬دون‭ ‬غيره‭.‬

‭-‬الموقف‭ ‬من‭ ‬الايمان‭ ‬بالمعتقدات‭ ‬الأخرى‭.‬

‭-‬وجوب‭ ‬تطبيق‭ ‬حدود‭ ‬المعتقد‭ ‬الديني‭ ‬بالنسبة‭ ‬للمؤمنين‭ ‬به‭.‬

‭-‬موقف‭ ‬تطبيق‭ ‬الحدود‭ ‬على‭ ‬غير‭ ‬المؤمنين‭ ‬بالمعتقد‭.‬

‭-‬اختلاف‭ ‬تفسيرات‭ ‬جوانب‭ ‬المعتقد‭ ‬الديني،‭ ‬وبالتالي‭ ‬اختلاف‭ ‬وخلاف‭ ‬المدارس‭.‬

‭-‬مدى‭ ‬استجابة‭ ‬الاحتكام‭ ‬الى‭ ‬الدين‭ ‬في‭ ‬خضم‭ ‬التطورات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والسياسية

‭-‬الموقف‭ ‬من‭ ‬المنتمين‭ ‬الى‭ ‬المعتقد،‭ ‬ولا‭ ‬يلتزمون‭ ‬بشعائره‭ ‬وحتى‭ ‬حدوده‭.‬

وهكذا‭ ‬الاحتكام‭ ‬الى‭ ‬المتدينين،‭ ‬فهو‭ ‬الآخر‭ ‬يثير‭ ‬جملة‭ ‬من‭ ‬الاشكاليات،‭ ‬منها‭:‬

‭-‬حدود‭ ‬القدرات‭ ‬الادراكية‭ ‬للمتدينين‭.‬

‭-‬الدوافع‭ ‬الظاهرة‭ ‬والباطنة‭ ‬للتدين‭ ‬وانعكاساتها‭ ‬في‭ ‬مواقفهم‭.‬

‭-‬اختلاط‭ ‬السياسي‭ ‬بالديني‭ ‬في‭ ‬فكر‭ ‬وممارسة‭ ‬المتدينين‭.‬

‭-‬الصراع‭ ‬على‭ ‬السلطة‭ ‬الروحية‭ ‬أو‭ ‬الدنيوية‭ ‬بين‭ ‬المتدينين‭.‬

‭-‬الانزلاق‭ ‬الى‭ ‬الشعور‭ ‬بالمعصومية‭ ‬أو‭ ‬المرجعية‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬يجب‭ ‬نقاشها‭ ‬أو‭ ‬الاعتراض‭ ‬على‭ ‬أحكامها‭.‬

‭-‬اشكالات‭ ‬تقبل‭ ‬المتدين‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬غير‭ ‬المتدين‭ ‬أو‭ ‬ذاك‭ ‬المؤمن‭ ‬بمعتقد‭ ‬آخر‭.‬

‭-‬الصراع‭ ‬على‭ ‬كلمة‭ ‬الفصل‭ ‬بين‭ ‬السياسي‭ ‬والمتدين‭.‬

الى‭ ‬جانب‭ ‬ذلك‭ ‬يقوم‭ ‬رأي‭ ‬العلمانية‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يلتزم‭ ‬بحكم‭ ‬دين‭ ‬أو‭ ‬رأي‭ ‬متدين‭.‬

ان‭ ‬حوار‭ ‬هذه‭ ‬الاشكالية‭ ‬قد‭ ‬ينتهي‭ ‬سريعاً‭ ‬مع‭ ‬رجل‭ ‬متدين،‭ ‬حيث‭ ‬يقول‭: ‬إنها‭ ‬أحكام‭ ‬الدين‭ ‬التي‭ ‬يحب‭ ‬أن‭ ‬نلتزم‭ ‬ونحكم‭ ‬بها،‭ ‬متجاوزاً‭ ‬ما‭ ‬أشرنا‭ ‬اليه‭ ‬من‭ ‬اشكالات‭. ‬ومع‭ ‬رجل‭ ‬علماني‭ ‬لا‭ ‬يرى‭ ‬التزاماً‭ ‬بأحكام‭ ‬دين‭ ‬في‭ ‬حكمه،‭ ‬وانما‭ ‬سياسة‭ ‬يفرضها‭ ‬واقع‭ ‬الحال‭ ‬وتحددها‭ ‬الظروف‭.‬

واذا‭ ‬كانت‭ ‬أوروبا،‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬قد‭ ‬تجاوزت‭ ‬حيرة‭ ‬الاجابة‭ ‬في‭ ‬تفضيلها‭ ‬بين‭ ‬الاحتكام‭ ‬الى‭ ‬الدين‭ ‬أو‭ ‬المتدينين‭ ‬لصالح‭ ‬علمانية‭ ‬القوانين‭ ‬وانظمة‭ ‬حكمها،‭ ‬فإن‭ ‬هناك‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬المجتمعات‭ ‬ما‭ ‬تزال‭ ‬تتحارب‭ ‬فيها‭ ‬وجهات‭ ‬النظر‭ ‬والتطبيقات‭.‬

ان‭ ‬ما‭ ‬قامت‭ ‬به‭ ‬اوروبا‭ ‬وتبعتها‭ ‬مجموعة‭ ‬اخرى‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬والشعوب‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬يخص‭ ‬فصل‭ ‬الكنيسة‭ (‬المعبد‭) ‬عن‭ ‬الدولة‭ ‬وفصل‭ ‬الدين‭ ‬عن‭ ‬السياسة‭ ‬لم‭ ‬ينه‭ ‬تماماً‭ ‬اشكالية‭ ‬الاحتكام‭ ‬الى‭ ‬الدين‭ ‬والمتدين‭ ‬أو‭ ‬تجاوزهما‭ ‬تماماً‭.‬

الموصل،‭ ‬18‭.‬03‭.‬2025


مشاهدات 122
الكاتب نزار محمود
أضيف 2025/03/22 - 12:13 AM
آخر تحديث 2025/03/30 - 1:41 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 349 الشهر 18668 الكلي 10579617
الوقت الآن
الأحد 2025/3/30 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير