بوابة العمالقة
كاظم الياسري
كان كل شيء يبدو طبيعيًا في تلك الليلة الهادئة، حتى أيقظت “ليلى” زوجها إياد وهي تهمس بخوف: “إياد… هناك أحد في المنزل!” قفز من سريره، قلبه ينبض بسرعة، وأشعل الضوء في عجالة. لكن ما رآه جعله يقف مذهولًا… كانت نافذة غرفة المعيشة مفتوحة، وعلى الأرض بقايا زجاج محطم، وصندوقه الخشبي القديم الذي كان يضم القطعة الأثرية التي ورثها عن أجداده… فارغ! لم يكن لديه وقت للتفكير، فقد لمح ظلًا يتحرك خارج المنزل، فركض دون تردد، مندفعًا خلف اللص الذي كان يهرب في الشوارع الضيقة للحي. كان اللص سريعًا، لكن إياد كان مدفوعًا بالغضب، واستمر في مطاردته حتى دخل الأخير مبنى مهجورًا. حين وصل إياد إلى الداخل، كان اللص يقف وسط الغرفة المهجورة، يحدق في القطعة الأثرية بين يديه. كانت منحوتة حجرية صغيرة، تغطيها رموز غامضة لم يفهمها إياد يومًا، لكنه كان يعلم أنها تعود لعصور قديمة. ولكن ما حدث بعد ذلك… لم يكن في الحسبان. كان اللص يعبث بالقطعة بفضول، وحين ضغط على أحد الرموز المحفورة عليها، انبعث منها ضوء أزرق خافت، ثم اهتزت الأرض من تحتهما. لم يكن هناك وقت للهرب. انشقت الأرض فجأة، وسقطا معًا في الفراغ المظلم! مدينة الأقزام عندما استعاد إياد وعيه، وجد نفسه في مكان لم يكن يتخيله أبدًا. كانت هناك مدينة كاملة تحت الأرض، مضاءة بأحجار كريستالية متوهجة، تمتد عبر أنفاق شاسعة. المباني كانت منحوتة بدقة داخل الصخور، والشوارع مرصوفة بحجارة صغيرة ملساء. لكن ما لفت انتباهه أكثر… هو أن سكان هذه المدينة لم يكونوا عاديين. كانوا أقزامًا لا يتجاوز طول الواحد منهم متراً واحدًا، بملابس غريبة، ووجوه مليئة بالدهشة والرهبة وهم يحدقون في إياد واللص. بدأ الهمس بين الأقزام، بلغة لم يسمعها من قبل، حتى خرج من بينهم رجل مسن، ذو لحية بيضاء طويلة، يحمل عصًا متوهجة. تقدم ببطء نحو إياد واللص، ثم رفع يديه فجأة… وفجأة، ركع جميع الأقزام أمامهما! حدق إياد في المشهد بذهول، ثم رأى شيئًا جعل شعره يقف… على أحد الجدران الحجرية خلفهم، كان هناك نقش قديم… يصور مخلوقين عملاقين يهبطان من السماء، يحملان نفس القطعة الأثرية التي كانت في يد اللص! لم يكن هذا مجرد سقوط عشوائي في بئر… بل كان قدرًا مكتوبًا منذ قرون! وقف إياد بلا حراك، بينما بدأ كبير الأقزام يردد كلمات غير مفهومة، وعيونه تتوهج بانعكاس الضوء الأزرق الصادر من القطعة الأثرية. ثم نطق أخيرًا بكلمتين واضحتين، وكأنه كان يخاطبهم مباشرة: “بوابة العمالقة… فُتِحَت من جديد!” إلى اللقاء في الحلقة الثانية… (ما سر هذه النبوءة؟ وهل إياد واللص مجرد زوار، أم أن لهما دورًا أكبر في هذا العالم؟ تابع معنا غدًا الحلقة الثانية!)