موفد ترامب إلى أوكرانيا يؤكّد تفهم حاجة كييف لضمانات أمنية
الإتحاد الأوربي يقرّ عقوبات جديدة على روسيا
كييف (أوكرانيا), (أ ف ب) - أكد كيث كيلوغ موفد الرئيس الأميركي الأربعاء أن واشنطن تتفهم حاجة أوكرانيا لضمانات أمنية، في أول زيارة له إلى كييف غداة محادثات روسية أميركية في السعودية وتوجيه دونالد ترامب انتقادات حادة للرئيس فولوديمير زيلينسكي.
انتقد زيلينسكي المحادثات الروسية الأميركية الاولى منذ بدء الغزو الروسي في شباط/فبراير 2022 والتي عُقدت الثلاثاء في السعودية في غياب أوكرانيا. وأثار ذلك غضب ترامب الذي اتهم زيلينسكي بأنه هو من تسبب بالحرب مع روسيا.
وبعد ساعات، أكد زيلينسكي عبر مواقع التواصل الاجتماعي أنّ المسؤولين الروس «مصابون بالكذب المرضي ولا يمكن الوثوق بهم».
وقال كيلوغ لدى وصوله إلى كييف «نتفهّم الحاجة إلى ضمانات أمنية. نحن واضحون للغاية بشأن أهمية ذلك في إطار سيادة» أوكرانيا.
وأضاف «سيكون جزءا من مهمتي الجلوس والاستماع لمخاوفكم».
خلال محادثات الرياض، اتفقت واشنطن وموسكو على تعيين مفاوضين بشأن الحرب، من دون مشاركة الدول الأوروبية أو كييف.
وبموازاة تسارع التحركات الدبلوماسية، تستمر الحرب.
وقال زيلينسكي إنّ «ما لا يقل عن 160 ألف شخص من سكان أوديسا» في جنوب أوكرانيا كانوا الأربعاء «بدون تدفئة أوكهرباء» بعد ضربة ليلية استهدفت هذه المدينة الساحلية.
وأضاف أنّ «13 مدرسة وروضة أطفال وعدّة مستشفيات تعاني أيضا من عدم وجود كهرباء أو تدفئة».
كذلك، استُهدفت كييف بهجمات بطائرات من دون طيار خلال الليل.
من جانبه، أشار الحاكم الإقليمي أوليغ كيبر إلى إصابة أربعة أشخاص بجروح، بينهم طفل.
عمليات قصف
ومنذ ثلاث سنوات، ينفذ الجيش الروسي عمليات قصف تستهدف المدن والقرى الأوكرانية، وتستهدف بشكل خاص البنية التحتية للطاقة والبنية التحتية المدنية.ورد على ذلك، يحاول الجيش الأوكراني تعطيل العمليات اللوجستية للجيش الروسي، بما في ذلك على الأراضي الروسية.
وخلال الليل، «هاجمت» أوكرانيا مصفاة سيزران في منطقة سامارا الروسية، حسبما أفاد حاكم المنطقة فياتشسلاف فيدوريشوف، لكنه أكد عدم وقوع «أضرار كبيرة» أو ضحايا.
من جهته قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب الثلاثاء، عقب محادثات جرت في الرياض بين وفدين رفيعي المستوى أميركي وروسي، إنّه أصبح أكثر «ثقة» بإمكانية التوصّل إلى اتّفاق مع موسكو لوقف الحرب في أوكرانيا التي انتقد بشدّة رئيسها فولوديمير زيلينسكي، مشيرا إلى «احتمال» أن يلتقي نظيره الروسي فلاديمير بوتين قبل نهاية الشهر الجاري.
وخلال مؤتمر صحافي عقده في منتجع مارالاغو الخاص به بولاية فلوريدا، قال ترامب إنّ محادثات الرياض كانت «جيّدة جدا».
وأوضح أنّه بعد هذه المحادثات أصبح «أكثر ثقة» بإمكانية التوصّل إلى اتفاق لإنهاء الحرب.
وأضاف «روسيا تريد أن تفعل شيئا. إنهم يريدون وضع حدّ للهمجية الوحشية».
وعندما سئل عما إذا كان من الممكن أن يلتقي بوتين قبل نهاية الشهر الجاري، أومأ ترامب برأسه وأجاب «هذا محتمل».
وأجرى ترامب الأسبوع الماضي اتصالا هاتفيا ببوتين لبحث سبل وقف الحرب في أوكرانيا، في مبادرة أحدثت صدمة في أوروبا وأثارت هلع أوكرانيا.
واستغلّ ترامب مؤتمره الصحافي الثلاثاء لانتقاد زيلينسكي الذي ندّد بتغييب بلاده عن محادثات الرياض رغم أنّها محور هذه المحادثات.
وردا على قول زيلينسكي إنّ الأميركيين والروس أجروا في الرياض محادثات «حول أوكرانيا بدون أوكرانيا»، قال الرئيس الأميركي «أنا أشعر بخيبة أمل كبيرة» بسبب هذا التصريح.
وأضاف «لقد سمعتُ أنهم (الأوكرانيين) انزعجوا لأنهم لم يحصلوا على مقعد (إلى طاولة المحادثات)، رغم أنّه كان لديهم مقعد مدى ثلاث سنوات وقبل ذلك بأمد طويل».
وما هي إلا دقائق حتى كرّر ترامب انتقاده لزيلينسكي. وقال «لقد سمعتُ اليوم 'لم تتمّ دعوتنا'. حسنا، لقد كنتم هناك لمدة ثلاث سنوات. كان يجب أن تنهوها قبل ثلاث سنوات. كان يجب ألا تبدأوها أبدا»، في إشارة إلى الحرب التي بدأت بغزو روسيا لأوكرانيا في شباط/فبراير 2022. وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأربعاء إن المسؤولين الروس «مصابون بالكذب المرضي ولا يمكن الوثوق بهم»، بعد ساعات من توجيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب انتقادات له.
ممارسة ضغوط
وقال زيلينسكي عبر وسائل التواصل الاجتماعي «يجب ألا ننسى أبدا أن روسيا يديرها مصابون بالكذب المرضي ولا يمكن الوثوق بهم ويجب ممارسة ضغوط عليهم»، بعد أن أعلن ترامب الثلاثاء إن المحادثات مع موسكو كانت «جيدة جدا» محملا الرئيس الأوكراني مسؤولية اندلاع الحرب مع روسيا في شباط/فبراير 2022.
ووافق سفراء دول الاتحاد الأوروبي السبع والعشرين الأربعاء على مجموعة جديدة من العقوبات ضد روسيا هي السادسة عشرة، وتتضمن حظر واردات الألمنيوم الروسي، وفق ما ذكر دبلوماسيون في بروكسل.
وقالت المصادر إن الحزمة تشمل أيضا تدابير جديدة تهدف الى الحد من صادرات النفط الروسية، ومن المقرر أن يعتمدها وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي رسميا الإثنين الذي يصادف الذكرى الثالثة لبدء الغزو الروسي لأوكرانيا.
وتأتي الحزمة الجديدة في وقت بدأت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تواصلا مباشرا مع روسيا يشمل البحث عن سبل لإنهاء الحرب في أوكرانيا، من دون إشراك أطراف أساسيين معنيين بها، خصوصا كييف والأوروبيين.
وكتبت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين على منصة إكس «الاتحاد الأوروبي يضيّق الخناق بشكل أكبر على الالتفاف على العقوبات من خلال استهداف المزيد من السفن في أسطول الظل العائد (للرئيس الروسي فلاديمير) بوتين وفرض حظر جديد على الواردات والصادرات».
وتابعت «نحن مصمّمون على مواصلة الضغط على الكرملين».
بدورها، رحبت مفوضة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس بالحزمة الجديدة من العقوبات.
وأضافت عبر إكس «مع قيود أشد صرامة على الالتفاف (على العقوبات) وحظر جديد على الواردات والصادرات، وعقوبات على أسطول الظل لبوتين، نقوم بإغلاق الأبواب الخلفية التي تعمل على تشغيل آلة الحرب الروسية»، مشددة على أن «الكرملين لن يكسر عزيمتنا».
وتطال العقوبات الأوروبية الجديدة قطاع الألمنيوم الروسي، إضافة الى تقييد إضافي على ما يعرف بـ»أسطول الظل»، عبر فرض عقوبات على 73 ناقلة إضافية تستخدم لنقل النفط الروسي الخاضع بدوره للعقوبات الغربية.
وسيقوم الاتحاد الأوروبي بفصل 13 مصرفا روسيا إضافيا عن نظام «سويفت» الدولي للتحويلات المالية، وإضافة ثماني وسائل إعلام روسية الى قائمة الوسائل التي يحظر عليها البث في أوروبا.