الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
تكرار الفعل السيء ليس حالة فردية

بواسطة azzaman

تكرار الفعل السيء ليس حالة فردية

فاضل ميراني

 

كتبُ ( ليس) ليفهم القارئ انها تعود على ( تكرار) ولم اكتب( ليست) حتى لا تعود على ( حالة فردية).ذلك ان التبرير الرسمي للخطأ المودي للضرر و الصادر من جهة رسمية دستورية صار يغطى بعذر مفاده انها( حالة فردية).

القضية بالمختصر تدور حول تعرض فلاحين كورد لإعتداء عسكريين يتبعون للجيش العراقي الحالي.

زي عسكري

بحيادية تامة: فلاح كوردي يعمل بأرضه، فيتعرض لإعتداء من عساكر يقبضون مرتباتهم من الدولة و يلبسون الزي العسكري و يحملون السلاح المرخص قانونا و العجلات العسكرية، وكلها ممولة من الدولة و من ضمنها اموال الفلاحين الذين جرى الاعتداء عليهم من قوة مهمتها حفظ البلاد من الاعتداء الخارجي.

ليست هذه المرة الاولى التي يُعتدى بها على كوردي من جيش وطنه، و ربما لن تكون الاخيرة، فالقضية و مع كونها قضية فكر ضيق، فهي ايضا قضية تدل على عدم توجيه العسكري لدوره دستوريا و قانونيا و اخلاقيا، و الا لِم يقع الاعتداء على فلاحين كورد لهم حقوق دستورية و قانونية، و لِم يعتدي العساكر العراقيون على مدنيين عراقيين يفترض انهم مجموعون تحت رعاية نظام سياسي أُقيم خلافا لنظام سابق بطش فأفسد الحرث و النسل.

يفترض بالجيش انه سور للوطن، و اي قوة من الجيش لن تكون الا حامية للحدود و ليس لها ان تمارس دورا في قضايا داخلية هي من اختصاص جهات فُصِّلَ دورها الذي لا يجب ان تتجاوزه، هذا على فرض ان قضية الفلاحين الكورد تتطلب شيئا من ذلك، فالارض ارضهم و هناك اراض مسلوبة منهم و هناك تهجير طالهم و هناك موطنون بدلهم، افيكون صاحب الحق معتدى عليه؟ و مِن مَن؟ من جهة دورها على الحدود الدولية؟

نظام سياسي

الاعتداء الذي وقع في احدى قرانا و على فلاحين كورد يضاف للسلوك السيء التاريخي الذي كان في الماضي عقيدة مباحة للإعتداء على حياة و املاك المواطن الكوردي لانه متهم من النظام السياسي و ليس متهما قانونا بشيء، فلما زال النظام السابق واخذ المدعون بالضرر منه مكتسبات تعويضية ابرزها التفرد بالحكم، تكرر الاعتداء مرة بالتهميش و مرة بالانتقائية في الدستور و الاجتهاد في مورد النص و بقطع الميزانية و بالرواتب و محاصرة اختصاصات ممثلينا في الحكم و اخيرها الاعتداء على فلاحين يحولون دون تصحر باقي الاراضي و يقدمون خير الارض للسوق الوطنية، ولا يكلفون السلطة اي تكاليف من تلك التي يتم انفاقها على وجوه و قرارات اغلب نتائجها البطالة و البطالة المقنعة و الفقر والاختلاسات و الرشى.

ثمة اسئلة كثيرة و كبرى عن الاداء الرسمي و التعاطي مع مكونات الشعب العراقي ومنهم الكورد في العراق: اهناك من يتابع قضية التوجيه المعنوي للعساكر، اهناك من يتابع الاختصاصات والتصرفات، ايعقل مثلا ان تتحرك قوة عسكرية لموقع او ان تهاجم و هي في موقع لها فردا او افرادا عُزّل، الا من واع يشرح لمتاقضي الرواتب و حملة السلاح و لابسي الزي العسكري انهم يعيشون من اموال شعوب العراق و منهم الكورد الذين جمعيهم من مواطني دولة اسمها العراق الفيدرالي؟

ايصح ان يقال ان ما جرى هو حالة فردية؟ نحن لا نحكي عن شجار بين جارين و لا سوء فهم بين طرفين في سوق من الاسواق، فالسلاح سلاح الدولة و الرصاص رصاصها، و لابس الزي العسكري يحمل ورقا ثبوتيا و يتقاضى راتبه لدور يقوم به، و عليه فلسانه لسان الدولة و كفه الممتدة كفها.

ان كانوا يدرون فتلك مصيبة، وان كانوا لا يدرون فالمصيبة اعظم.

  مسؤول الهيئة العاملة للمكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني


مشاهدات 59
الكاتب فاضل ميراني
أضيف 2025/02/19 - 4:27 PM
آخر تحديث 2025/02/21 - 11:20 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 399 الشهر 11626 الكلي 10406997
الوقت الآن
الجمعة 2025/2/21 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير