تحدّيات ورهانات الإستقرار
عماد المسافر
تشهد منطقة الشرق الأوسط تغيرات متسارعة أبرزها الأحداث الأخيرة في سوريا التي تُلقي بظلالها على العراق بشكل مباشر، سواء على المستويات الأمنية، الاقتصادية، أو السياسية وباعتبار العراق دولة مجاورة لسوريا، فإن أي اضطرابات هناك تنعكس سريعًا على وضعه الداخلي ما يضع الحكومة والشعب أمام تحديات معقدة تتطلب حلولًا مدروسة. ومن والتحديات الأمنية من ضمنها فمع تصاعد الأحداث في سوريا وسقوط نظام الأسد، أصبح ملف الأمن العراقي أكثر تعقيدًا. الحدود العراقية-السورية الممتدة لأكثر من 600 كيلومتر تُمثل خط مواجهة مفتوحًا مع تداعيات الأزمة السورية لان تدفق المقاتلين وانهيار بعض التنظيمات المسلحة في سوريا دفع بمقاتليها إلى البحث عن ملاذات جديدة وساحات محتملة للتواجد بها والعراق يُعتبر أحد الوجهات المحتملة فتهريب الأسلحة وضعف السيطرة قد يُعيد إشعال التوترات الأمنية في الداخل
على المستوى السياسي تمثل الأحداث السورية اختبارًا للعراق خاصة مع انقسام القوى السياسية بين داعمين للنظام السوري السابق وبين من يدعم المعارضة. هذا الانقسام الداخلي يُهدد الوحدة الوطنية، ويزيد من تعقيد المشهد السياسي العراقي
رهانات الحلول والاستقرار أمام هذه التحديات، يتوجب على العراق اتباع سياسات متوازنة تضمن استقراره الداخلي وتعزز دوره الإقليمي، ومن أبرز الحلول المقترحة:
1. تعزيز الأمن الحدودي: يجب تكثيف الجهود لضبط الحدود المشتركة مع سوريا، عبر استخدام التكنولوجيا المتقدمة وزيادة التعاون مع التحالف الدولي.
2. إدارة ملف اللاجئين: التنسيق مع المنظمات الدولية لتوفير الدعم اللازم للاجئين، مع وضع سياسات تمنع تأثيرهم السلبي على المجتمع المحلي.
3.تنويع الاقتصاد: تقليل الاعتماد على التجارة مع سوريا وتعزيز القطاعات الإنتاجية المحلية لتقليل الآثار السلبية للأزمة.
4. الوحدة السياسية: تجاوز الخلافات الداخلية ووضع رؤية وطنية موحدة للتعامل مع المتغيرات الإقليمية.
ولان العراق يعيش مرحلة حساسة في تاريخه حيث تتداخل التحديات الداخلية مع التأثيرات الإقليمية وخاصة ما يحدث في سوريا. النجاح في مواجهة هذه التحديات يتطلب قيادة حازمة وسياسات حكيمة تُركز على تعزيز الأمن والاستقرار مع السعي لاستغلال الفرص الناشئة عن هذه التغيرات بما يخدم مصلحة الشعب العراقي.
العراق بحكم موقعه وثرواته، قادر على تجاوز الأزمات، لكنه بحاجة إلى استثمار ذلك من خلال حلول مدروسة تنطلق من رؤية وطنية متكاملة.