الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
بحيرة حمرين تفتح ذراعيها للزائرين وتتحوّل إلى أيقونة للسلام والإستقرار

بواسطة azzaman

مندلي تطلق خارطة طريق لحصر آثارها في 40 موقعاً

بحيرة حمرين تفتح ذراعيها للزائرين وتتحوّل إلى أيقونة للسلام والإستقرار

 

ديالى ــ سلام الشمري

أعلنت  ناحية السعدية التابعة لقضاء خانقين في محافظة ديالى ، أن بحيرة حمرين باتت تمثل أيقونة بين البحيرات العراقية، لما تتمتع به من جمالية فريدة ، مشيرا الى ان عوائل من خارج ديالى بدأت بالتوافد عليها للاستمتاع بأجوائها الربيعية .

وقال مدير ناحية السعدية أحمد الزركوشي، لـ (الزمان) أمس ، إن (بحيرة حمرين التي تقع ضمن جغرافية الناحية تشهد استقراراً أمنياً كاملاً، وارتفع مستوى تدفق العوائل عليها بنسبة 90 بالمئة خلال الأشهر الأخيرة). وأضاف الزركوشي ، أن (عوائل من خارج ديالى بدأت بالتوافد على البحيرة للاستمتاع بأجوائها، خاصة بعد توفر عناصر الطمأنينة والأمان)، مؤكداً (وجود مساعٍ لدى الإدارة المحلية لبلورة مشروع سياحي يضمن الحد الأدنى من الخدمات الأساسية التي تحتاجها مئات العوائل يومياً). وأشار إلى أن (البحيرة الآن تتمتع بطاقة خزن مائية عالية تسمح بتسيير القوارب وتنظيم جولات سياحية للعوائل، لكن هناك حاجة لمزيد من الخدمات لتعزيز الجذب السياحي ).

بحيرة حمرين

وأكد الزركوشي ،  أن (العديد من العوائل القادمة كانت تسمع عن قصص دامية شهدتها بحيرة حمرين ومحيطها في سنوات الاضطرابات، لكن المشهد الآن مختلف تماماً، حيث الأمن والاستقرار سيد الموقف) .

ويقول مواطنون  من سكنة المناطق القريبة لبحيرة حمرين لـ (الزمان) ، انه  ( في زمنٍ ليس ببعيد، كانت أصوات الرصاص والانفجارات هي العناوين اليومية لمناطق واسعة من محافظة ديالى، وبالأخص عند ضفاف بحيرة حمرين، التي تحولت لسنوات طويلة إلى ما يشبه ساحة حرب مفتوحة، حيث تختبئ في زواياها التنظيمات المتطرفة ، لتخطف أرواح الأبرياء وتزرع الرعب في نفوس من تبقى ،لكن الزمن كفيل بأن يبدّل المشهد، فها هي بحيرة حمرين، التي كانت بالأمس جرحاً نازفاً في قلب الوطن، تعود اليوم لتفتح ذراعيها من جديد، لا للموت، بل للحياة  السعيدة ).

يذكر ان بحيرة حمرين تشكّلت نتيجة إنشاء سد حمرين في سبعينيات القرن الماضي، وتحوّلت لاحقاً إلى موقع استراتيجي بسبب موقعها الجغرافي وطبيعتها الوعرة، ما جعلها مسرحاً للكثير من العمليات العسكرية بعد عام 2003، خاصة خلال سنوات الحرب ضد تنظيم داعش، وتُعدّ واحدة من أهم الموارد المائية في محافظة ديالى، وتقع في أقصى شمال شرق المحافظة، ضمن حدود ناحية السعدية التابعة لقضاء خانقين .  وقضاء مندلي هو إحدى المناطق التابعة لمحافظة ديالى، ويعد من أقدم المدن في هذه المنطقة التي تضم تاريخا غنيا وآثارا تمتد إلى آلاف السنين .

وقال قائم مقام قضاء مندلي علي ضمد الزهيري لـ (الزمان) ،ان (قضاء  مندلي يشتهر بمواقعه الأثرية المتعددة، التي بلغ عددها أكثر من 40 موقعا، وتُمثل جزءا مهما من تاريخ العراق القديم، ومع ذلك، فإن العديد من هذه المواقع لم تشهد عمليات تنقيب أو دراسة علمية مناسبة، مما يهدد بإهمالها أو ضياع جزء من تاريخها ) معلنا عن ( إطلاق أول خارطة طريق لحصر آثار الحدود شرق العراق ).

واضاف الزهيري ، إن (مندلي والمناطق المحيطة بها تعد من أقدم مدن شرق العراق وهي جزء من محافظة ديالى ومواقعها الأثرية يعود لحقبات تاريخية تمتد لآلاف السنين).

وأكد الزهيري ،أن (هذه المواقع لم يجر التنقيب بها رغم أهميتها، فهي تشكل مسارات هامة في خارطة الآثار على مستوى العراق)، مشيرا إلى (تبني خارطة الطريق الأولى من نوعها على مستوى مدن الحدود شرق العراق التي تهدف إلى حصر هذه المواقع الأثرية بالتنسيق مع دائرة الآثار، فضلا عن مفاتحة الحكومة المحلية في بعقوبة لدعوة الفرق التنقيبية للقدوم والكشف عن أسرار هذه المواقع).

مواقع اثرية

وأضاف الزهيري أنه (طالب بغداد بدعم عملية صيانة وتأهيل العديد من المواقع الأثرية التي لا تزال صامدة في مركز القضاء، والتي تحكي قصص التنوع المكوناتي العراقي في هذه المدينة التاريخية).

وأوضح أن (الحفاظ على الآثار في مندلي يعتبر رسالة إنسانية خاصة حيث تضم هذه المواقع أسرار مدن تعود إلى الألف الثالث قبل الميلاد). وأشار إلى أن (الانفتاح على آثار مندلي يشكل حلقة هامة في آثار وادي الرافدين، خاصة وأن هذه المناطق كانت على مدار آلاف السنين ممر تواصل ما بين بلاد الهند وبلاد فارس باتجاه بغداد والجزيرة، وكذلك نحو باقي الحضارات الأخرى).

يذكر أن الأرض الصامتة في قضاء مندلي يوجد فيها حضارات لم تجد من يوقظها ومواقع أثرية تقاوم النسيان، في الحدود الشرقية للعراق لا تهمد رائحة التاريخ ولا تخفت آثار ماتت دون شاهد، اليوم، وفي بادرة هي الأولى من نوعهــــــــــــا، يُعلَن عن خارطة طريق لحصر آثار هذه المناطق، وكأن الزمن الـــــــــــــحجري قرر أن يطرق باب الحاضر مطالبا باعتراف وإنصاف.

 

 


مشاهدات 50
أضيف 2025/04/23 - 2:32 PM
آخر تحديث 2025/04/24 - 6:55 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 327 الشهر 25394 الكلي 10906041
الوقت الآن
الخميس 2025/4/24 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير