الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
حين علمتني (المريمية) مآثر وليد الكعبة

بواسطة azzaman

حين علمتني (المريمية) مآثر وليد الكعبة

ناجحة كاظم

 

حين كنت طفلة وانا في المرحلة الابتدائية لم اكن اعرف الامام علي ابن ابي طالب، وانا ابنة النجف، سوى تلك القبة البراقة التي تسطع ليلاً ونهاراً، الذي كانت والدتي تأخذنا للمرقد الشريف، او نخترق صحن الامام لنذهب الى طرف الحويش اختصاراً للمسافة.

لكنني اعترف اليوم بضرس قاطع ان اول من عرفت منه هذا الامام الهمام وابو الائمة المنتجبين هي معامة التاريخ في الخامس الابتدائي بمدرسة الرسلة في النجف الست وداد حنا، حين كانت المدرسة دار علم حقيقية، اذ طلبت منا ان نختار شخصية اسلامية من منهج التاريخ للصف الخامس الابتدائي وقتها لكتابة تقرير، كما قالت، من صفحتين عنها وتسليمه لها بعد اسبوع واحد.

وبرغم صعوبة الأمر حينها، كان لابد من تنفيذ الواجب البيتي بكل جدية، ووجدت في الراحلة الوالدة خير معين لانجاز واجبي المدرسي على اكمل وجه، فقد استثمرت والدتي، رحمها الله، حبي للقصص المحكية، فطلبت مني قراءة كتاب عن الامام علي لا اتذكر اسمه لكن مؤلفه هو الشيخ الزهيري، ومن ثم قامت هي بشرحه لي كما تفعل معنا في الدروس اليومية.. كما استثمرت ولعي بدرس الانشاء وطلبت مني كتابة التقرير، وفي النهاية سمحت لي بتصحيح بعض العبارات كما في الكتاب. ومن يومها صار همي البحث عن كل ما يرتبط بداحي الباب ولو بطريقة بسيطة جدا في الطفولة لتتطور الى قراءة نهج البلاغة كاملا في سن العشرين، والاستمرار في البحث والتنقيب عن كل مايمت بصلة الى بعسوب الدين وقائد الغر المحجلين.

تحقيق مرادهن

يل انني صرت احاول تمحيص حتى الشعر الشعبي، اذ كثيراً ما كنت احار بقصيدة للشاعر عبد الامير الفتلاوي (علي عالي اعله كل عالي) علي يالعالي امن الرب ... علي ما نصبك منصوب... لاچن بالنص امنصّب. وبرغم ان كلمات هذه القصيدة مازالت تثير في عقلي تساؤلات شتى، الا انني واصلت تأمل حتى تلك الكلمات التي تطلقها الزايرات لضريح الامام علي اللاتي يعبرن عن وجعهن تحت قبته لتحقيق مرادهن، ومع كل ماقاسيناه مازل صوت امرأة ريفية تصرخ في ضريحه  قبل اربعين عاماً:

الناس تنخى شيخ شمر ...... وآنه انخى ابو الحملات حيدرلتكول يابا الحسن ما اكدر، او تلك التي تشكو ظلم اهل زوجها وسوء معاملتهم بالقول: عبني فريبة واجنبية، وصولاً الى صرخات العراقيات في السنوات الاخيرة..

كون ترجع يا علي بس للعراق

سيدي ومولاي بعدك ما صفت

شكم يتيم ينام ليله بلايه زاد

الرحمة من كلوبنه وربك كضت

كبل جنت ادور ادوارة الفقير

هسه عدنه أيتام بالشارع غفت

قرون طويلة مرت على استشهاد الامام علي (ع) لكنه مازال ملاذ كل العراقيين الذين لايرون فتى سواه ولا سيف يضرب به المثل الا ذو الفقار.. لكن هذه السنوات والاحداث التي مرت علي طوال عمري لن تمحو من ذاكرتي امرين مهمين: الاول هو السجال الادبي الشفيف في النجف حول بيت من الشعر يقول:

علي الذهب الدر المصفى وباقي الناس كلهمو تراب

والأمر الثاني تلك الطقوس التي تنفرد بها النجف في ليلة وفاة الامام علي، التي كان يحييها السيد (عبد المحمدي) وصرخته على المنبر تهدمت والله اركان الهدى وهرولته والذين معه في المجلس نحو بيت الامام علي في الكوفة.. مشهدين لايمكن ان يغادرا ذاكرتي حتى وانا على دكة الغسل في بير عليوي..

 


مشاهدات 66
الكاتب ناجحة كاظم
أضيف 2025/01/13 - 5:43 PM
آخر تحديث 2025/01/18 - 11:39 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 332 الشهر 8248 الكلي 10198213
الوقت الآن
السبت 2025/1/18 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير