لا للنظرة القاتمة
حسين الصدر
-1-
يُخيل لبعض من فاتهم القطار ، ولم يحظوا أيام شبابهم وقوّتهم بما يريدون أنهم سيظلون محرومين بعيدين عما يرجونه ويبغونه .
وهكذا تراهم يغسلون يدهم من المستقبل
قال أحدهم :
أبعد ستين من عمري أُوملُ أنْ
أنالَ مالم أنله في ثلاثينا
مَنْ أخطأته الأخاطي في شبيبته
ورامها لم ينلها بعد سبعينا
ولستُ مع أصحاب هذه النظرة القاتمة فالاحوال كما قال الشاعر :
ما بَيْنَ غمضةِ عينٍ وانتباهتِها
يغيرُ اللهُ مِنْ حالٍ الى حالِ
-2-
وأنا شخصيا أعرف عالما جليلا عانى من شح الموارد وضيق الرزق في شبابه أشد المعاناة ولكنّ الله سبحانه فتح عليه أبواب الرزق في شيخوخته وابعد عنه كل ذلك العناء .
والذين تحولوا من خندق الإملاق الى خندق اليسر والقدرة على الانفاق ليسوا بقليلين .
-3 –
إنّ الرزق لا يجري وفقَ ما يملكه الانسان من علمٍ ومعرفة، وما يبذله من عمره في مضمار النفع الاجتماعي فقد يكون ( الجاهل ) في مرتبة عالية من القدرة المالية فيما يكون (العالم) في غاية الضيق .
-4-
ان الرزق بيد الله تعالى ونسأله ان يقسم لنا من حلاله ما يغنينا بِهِ عن شرارِ الخلق .
والثقة بالله وبلطفه وكرمه تجعلنا نتمثل قول الشاعر :
وكيف أخاف الفقر واللهُ رازقي
ورازق هذا الخلق في اليسر والعسرِ
تكفّل بالارزاق للخلق كلهم
وللضبِ في البيدا وللحوتِ في البحرِ