الماء حياة

كمال جاسم العزاوي

بداهة الماء يعني الحياة ولاحياة بدون الماء الذي جعله الله معيناً لكل شيء حي (وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون) ونحن لا نأت بجديد حين نؤكد على أهمية الماء في كل تفاصيل حياتنا لكن الغاية كيف نحسن التعامل مع هذه الثروة الحيوية وكيف السبيل الى حفظها وضمان تدفقها لشرايين الحياة ورسالتنا اليوم تؤكد على التوعية بالسلوك المتحضر ازاء الموارد المتوفرة واستخدامها بأقصى منافعها دون هدر أو اسراف كما يحض من يهمهم الأمر باتخاذ التدابير اللازمة للوصول الى استغلال تام للموارد المائية خدمة للبلاد والعباد . 

سدود ونزاعات

دفع النمو المضطرد لسكان الأرض وزيادة الاستهلاك البشري للثروة المائية الحكومات لمحاولة الاستحواذ على القدر الأكبر من واردات الأنهر والجداول وبخاصة تلك التي تنبع أو تمر من اراضيها باقامة السدود والخزانات  العملاقة على تلك الأنهر مما نتج عنه أزمات وصراعات بين الأطراف المنتفعة ادراكاً منها لأهمية وخطورة هذا الأمر وهذا دافع ومحفز للمسؤلين المعنيين بالتواصل مع الدول والأطراف التي تتحكم بواردات المياه لنهري دجلة والفرات والأنهر  الصغيرة الاخرى شرق البلاد بضمان الحقوق المائية المشروعة للبلاد لأنها ملك للشعب وشريان حيوي لادامة الحياة.

ممارسات خاطئة

ان الاستخدام المقنن للمياه وبالبطاقة الألكترونية في الدول المتحضرة يحقق مبدأ  العدل ويديم تدفق المياه الى منافذها دون انقطاع ويمنع الهدر والاسراف الغير مبرر على العكس مما يحصل عندنا من  ممارسات خاطئة ظاهرة للعيان تبداً من المنزل والشارع وصولاً الى  التجاوز على شبكات نقل المياه وليس انتهاءً فيما يهدر في المصانع والمرافق العامة وذلك بمجمله يشكل أسباباً مباشرة لشحة المياه وتعطيل للجهود المخلصة لتوفير الحصص المائية للمشاريع الزراعية والمواطنين .

مشاريع معطلة

من المهام الستراتيجية للحكومات الاستغلال الكامل للموارد المائية باقامة السدود الكافية أو الخزانات التي تجمع مياه الأمطار لتلافي شحة المياه وبخاصة في ذروة الصيف فهناك طاقات خزنية معطلة مثل مشروع سد بادوش وسد بخمة  في شمال العراق وسد مكحول في صلاح الدين كما أن للدولة الدور الأهم في توعية المجتمع وتوجيهه بضرورة الحرص على الثروة المائية وعدم الاسراف . 

و أخيراً نقول أن الموارد المائية للبلد ثروة حيوية يجب أن نحسن التعامل معها ووقف الهدر الناتج عن سوء الاستخدام والتجاوزات الحاصلة على شبكات المياه.

ومن المؤكد أن ذلك لا يتم الا بتعاون المواطن مع أجهزة الدولة والذي سينعكس ايجابياً على قطاعات مهمة كالزراعة وتربية الاسماك خدمة للصالح العام وعملاً  بمبدأ الاستخدام الأمثل للثروة المائية.