الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
طالب القرة غولي.. حياة النقيضين

بواسطة azzaman

طالب القرة غولي.. حياة النقيضين

قاسم حسين صالح

 

 طالب، ابن مدينتي الناصرية..صرنا اصدقاء من يوم كنا نخرج مساءا ويمتعنا بغنائه. وفي سبعينيات القرن الماضي جاء طالب الى اذاعة بغداد وقام بتلحين بعض الأغاني، فعاداه الملحنون وسخروا منه ووصفوه بالملحّن الأمي لأنه ما كان يعرف النوته الموسيقية.

   وكنت يومها اعمل محررا في اشهر مجلة ( الأذاعة والتلفزيون)..ومقرها مقابل بناية الأذاعة والتلفزيون . دعوته للحضور واجريت معه حوارا صحفيا لأنصفه ولأعد بموهبة واعدة في التلحين، وطلبت منه ان يدخل معهد الموسيقى ليتعلم النوتة الموسيقية..وفعل..وبدأ يصعد نجمه وصار معروفا عربيا لحن لمطربين كبار..ودفعته حياة الرفاهية الى ان يتزوج اكثر من فنانة!

   كانت بداية حياة الرفاهية بتلحينه اغنية (احنا مشينا للحرب) التي جمع فيها كبار المطربين والملحنين والفنانات بأزياء تمثل مكونات المجتمع العراقي ..وتوالت اغانيه لدرجة ان احدهم قال ان الذي ابقى صدام ..ثلاثة:البعث والحرب وطالب القره غولي.

   لا اريد ان اتحدث عن دور طالب في تطوير الاغنية العراقية فقد اشاد بها النقاد ، وما يعجب فيه انه اتصل بي لازوره في البيت  وحضرت..وقال اريد آخذ رأيك بقصيدة صاحبك مظفر النواب (البنفسج) لالحنّها..مع انه يعرف ان صدام يكره مظفر النواب..وكنت قد كتبت عنها وقلت ان اجمل ما فيها انه جمعت ثلاثة متناقضين: بعثي وشيوعي وابن رجل دين..اقصد طالب ومظفر وياس خضر.   كانت الثمانينات هي سنوات حياة الرفاهية التي انتهت في 2003  بسقوط صدام حسين وهروب طالب من بغداد الى اهله في قراغول مقابل قضاء النصر حاليا،وكنت انا قد غادرت بغداد الى اهلي في الشطرة ..وشاءت الصدف ان نلتقي في الناصرية.   كان معي اخي الأكبر..يكره صدام كرها شديدا، قلت له ان ناخذ معنا طالب فهو نفس طريقنا ،وكان يكره طالب لأنه يغني لصدام، واستطعت ان اقنعه واخذناه معنا بسيارة اخي واوصلناه الى مدينته ( النصر). ومنها بدأت حياة البؤس فقد تدهورت صحته ونضبت مصادر الرفاهية ، وعاش حياة بائسة لسنوات الى ان غادر الدنيا في 16 أيار 2013  في  مستشفى الحسين بمدينة  الناصرية بعد ان فعل به مرض السكري ما فعل.

 ولوزارة الثقافة ونقابة الفنانين ومن يعنيهم الأمر نقول: قولوا عن طالب ما شئتم ،لكنكم لن تنكروا انه كان ابرز ملحن في زمانه على الصعيدين العراقي والعربي.. فاكرموه بما يستحقه.

 


مشاهدات 189
الكاتب قاسم حسين صالح
أضيف 2024/12/04 - 11:13 PM
آخر تحديث 2025/01/22 - 9:15 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 504 الشهر 10439 الكلي 10290404
الوقت الآن
الخميس 2025/1/23 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير