ولماذا القلق على الرزق وخزائن الـله لا تنفد ؟
حسين الصدر
-1-
من اهم المسائل التي تقلق الكثير من الناس مسألة الرزق والخشية من الحرمان .
-2-
وقد شاء الله تعالى أنْ ينعم على عباده بالرزق حتى اذا كانوا من الجاحدين فكيف يحرم المؤمنين وهو الرحيم الكريم ؟
-3 –
ولأمير المؤمنين الامام علي بن ابي طالب (عليه السلام ) في هذه المسألة كلام في غاية الروعة والواقعية فاسمعه يقول :
الرزق رزقان :
رزق تطلبه
ورزق يطلبك ، فانْ لم تأته أتاك ،
فلا تحمل همَّ سنتك على هم يومك ، كفاك كلُّ يومٍ ما فيه ، فان تكن السنة من عمرك فانّ الله سيؤتيك في كل غد جديد ما قسم لك ،
وانْ لم تكن السنة من عمرك فما تصنع بالهمّ لما ليس لك ،
ولن يسبقك الى رزقك طالب، ولن يغلبك عليه غالب، ولن يبطئ عنك ما قد قدّر لك «
راجع نهج البلاغة – رقم الحكمة 369
-4-
ان العمل لطلب الرزق هو الأساس الذي جرى عليه الناس ، فمن الجهل والتضييع اعتزال العمل والتعويل على وصوله دون تعب ولا عناء والى جانب الكدح لتحصيل الارزاق هناك أرزاق غير محتسبه يجود بها الرب على العبد وتصله من دون عناء .
والرزق غير المحتسب أطيب طعما من الرزق المحتسب
وفي جميع الأحوال فانّ الله سبحانه لن يترك عبده محروماً من الرزق على ان الناس على نحوين :
منهم مَنْ هو صاحب قدرة مالية متميزة،
ومنهم من ليس كذلك ، ولكن لا خشية على احد بعد ان كان الله سبحانه هو كافل الارزاق .
يقول الشاعر :
وكيف أخاف الفقر والله رازقي
ورازق هذا الخلق في العسر واليسر
تكفّل بالأرزاق للخلق كُلّهم
وللضب في البيدا وللحوت في البحر