علي السوداني
وتلك كانت من القمم التي ستترك أثرها الطيب على وجه الخريطة العربية النائمة حتى الآن من بغداد شرقاً إلى الرباط غرباً .
ومن أجل تقليل وترشيد الكلف الخاصة بالسفر والأكل والسكن ، وتجنباً للإجراءات المتوقعة من قبل الرجال البعولة للتضييق والتأثير على البعلات الثائرات ، ومنعهن من السفر بمحرم أو من دونه ، فلقد تم هذا اللقاء بطريقة البعد المسماة إفرنجياً بالأُون لاين .
بدأت جلسة المفتتح بتجويد قرآني جميل صادر عن صوت نسائي بديع خلط بين سلة مقامات حزينة وسعيدة ومشجنة ، وبعد هذه الفقرة المباركة تم توزيع مشروع ومقترح لبيان الختام ، وطلب من القائدات إبداء الرأي وأي تعديل لا يستهلك لغة فارغة ودبلوماسية خائنة وفوائض جبانة ، ومنحت كل متحدثة عشر دقائق حاسمة ، مع الحق بمداخلة قصيرة مثل قصيدة هايكو وامضة لسعد جاسم ، فتم الأمر بسلاسة وبروح ثورية مدهشة شديدة الوضوح .
أخذت المجتمعات صاحبات الفخامة والجلالة والسمو والمشيخة راحة لمدة ربع ساعة لشرب الماء النازل من حنفية الإسالة ، والذي بدا على بعض لون خفيف ، وأكل لفّات فلافل حافية من الزلاطة ، وفي ذلك إشارة تضامنية تكافلية رائعة .
عند وشل الإستراحة ظهر تسجيل مصور مجتزأ على شكل ارجوزة بصوت الممثلة الكبيرة منى واصف عن هند بنت عتبة ، وفيه رسالة واضحة من السيدات الأُوَل إلى السادة الأوائل :
نحن بنات طارق
نمشي على النمارق
والدر في المخانق
والمسك في المناطق
إن تُقبلوا نعانق
ونفرش النمارق
أو تُدبروا نفارق
فراق غير وامق
من تسريبات هذه القمة المباركة الشريفة العفيفة ، هو ذلك الظهور المؤثر للزوجات العظيمات وهن يركبن صحبة الأبناء والبنات سيارات نقل عام تسير بهن صوب بيت الوالدين ، مع تأكيد رفض الرجوع إلى القصور والخدم والحشم ، حتى يبدل اغلبية من الزعماء الرجال مواقفهم المخزية الذليلة المنبطحة ، وإعلان الحرب الشاملة على كيان اللقطاء الوحوش إلى حين وقف المحرقة النازية القذرة ، ضد شعب بطل خلاق عظيم لم يطلب غير حقه القانوني الثابت المشروع .