فاتح عبد السلام
لماذا لا توجد عدالة في النظر الى المعارضين السياسيين في العالم، فالأضواء تسلط على معارض سياسي واحد للرئيس الروسي فيلاديمير بوتين، الذي تحول الى عدو تقليدي لدود للغرب لاسيما بعد شنه الحرب على أوكرانيا، في حين يقبع آلاف وربّما عشرات الألوف من المعارضين السياسيين في سجون عربية أو اسلامية، ولا أحد يعرف مصيرهم أو يستطيع مجرد السؤال عنهم، إن كانوا لا يزالون على قيد الحياة أو انهم رحلوا ومزقت أوراق اثبات وجودهم من جميع السجلات المدنية ليتحولوا الى لا شيء .
ولعلّ من الامنيات العزيزة، لو انتخبت الأمم المتحدة أو الإدارة الامريكية أو الاتحاد الأوربي سجين رأي واحداً من كل دولة يتوارى خلف زنازينها آلاف من سجناء الرأي والفكر المعارض، ليكون رمزاً معنوياً ضاغطاً على الحكومات التي لا تعترف حتى بالأسماء المُغيبة في السجون.
الإدارة الامريكية قالت انها ستصدر في الساعات المقبلة عقوبات شديدة على روسيا بعد وفاة المعارض اليكسي نافالني، واستدعت عواصم في العالم السفراء الروس احتجاجاً وطلباً لشفافية التحقيقات، كما استدعى الاتحاد الاوربي القائم بأعمال روسيا في بروكسل كيريل لوغفينوف إثر وفاة المعارض المسجون نافالني. مع العلم انّ هذا المعارض الذي تكاد أساطيل العالم وجيوشه تتحرك ثأراً لوفاته التي لا تزال من دون نتيجة تحقيق نهائية، قد اقامت له روسيا مقاماً رمزياً زارته السفيرة الامريكية في موسكو مع وفود دبلوماسية عالمية عدة، وها هي أرملته تقف هناك بكامل» حريتها» متهمة الرئيس بوتين بالسبب في وفاته، ومعلنةً الاستمرار في طريق زوجها الفقيد.
هل هذه الحملات العالمية من أجل فقدان سجين سياسي واحد هي صرخة تعبوية تتوافق مع الحملة الغربية ضد بوتين أم انها يمكن أن تتحول، في الأقل، عند ضحايا السجون العربية وعوائلهم الى أمل في رؤية خيط من الضوء في نهاية تلك الأنفاق العربية؟
لقد فقدتم نافالني، لكنه ليس الوحيد في العالم الذي كافح من اجل الحرية والتعددية، ولا يزال بإمكانكم انقاذ أكثر من ألف أو عشرة الاف أو عشرين ألف “نافالني عربي”، فهل أنتم فاعلون؟ أو هل أنتم تجرؤن على الفعل أصلاً؟
أيّها العالم المتباكي، الفرصة لا تزال سانحة ولم تضع، و»نافالني العربي» لا يزال حيّاً خلف القضبان؟
رئيس التحرير-الطبعة الدولية