إتق الـله حيثما كنت
حسين الصدر
-1-
روي عن الرسول الأعظم (ص) انه قال :
“ اتَّقِ اللهُ حيثما كنتَ ، وأَتْبِعِ السيئة الحسنة تَمْحُها ، وخالِقِ الناس بِحُلُق حَسَنٍ “
-2-
من روائع المواعظ النبوية الجامعة للحقوق :
حق الله ،
وحق العبد ،
وحق العباد .
ولابُدَّ من وقفة قصيرة عند كل حق من هذه الحقوق .
-3 –
ان الله تعالى معك حاضر ناظر ومطلع عليك حيثما كنت وقد جاء في تفسير قوله تعالى :
( اتقوا الله حق تُقاته )
ال عمران / 102
إنّ المعنى هو :
أنْ يُطاع فلا يُعصى ،
ويُذكرُ فلا يُنسى ،
ويشكر فلا يُكفر .
وتذكر قوله تعالى :
“ ان أكرمكم عند الله أتقاكم “
الحجرات / 13
قال الشاعر :
ما يصنع المرء بغير التُقى
والعز كل العز للمتقي
ان الجهل بحقائق الأحكام يجعل الجاهل في حيرة فكيف يتقي الأحكام وهو جاهل بها ؟
فالعلم هو الأساس لمن يريد التقوى
وماذا عن العبد ؟
انّه قد يرتطم بالحرام ولكنه سرعان ما يبادر الى الاستغفار والتوبة ، وقد قال الله سبحانه :
“ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ “
هود / 114
وهكذا تمحو الحسنةُ السيئة .
وأما العباد :
فالخلق الحسن هو السبيل الأمثل للتعامل معهم، حيث أنَّ حبهم والسعي لنفعهم يجعلك محبوباً عندهم .
والخُلقُ الحسن سمة الأبرار وزينة الاخيار والمؤشر الحقيقي لسمو الذات ورفعتها .
ومن هنا امتدح الله سبحانه سيد رسله وانبيائه فقال :
( وانك لعلى خلق عظيم )
القلم / 4
قال كاتب السطور :
امتدح الله نبيَّ الهدى
وخَصَّ بالذِكْرِ عظيمَ خُلْقِهِ
وانما الاخلاقُ ميزانُه
فَقِسْ بِهِ مَنْ شئتَ مِنْ خَلْقِهِ
وبالخلق الحَسَن تكون قريباً من الله ومن رسوله (ص) ومن حقيقة الايمان والإنسانية .