الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
المواطن والضريبة

بواسطة azzaman

نبض القلم

المواطن والضريبة

طالب سعدون

 

الضريبة ليست فقط  جباية  اموال من المكلف بها  بل تقترن بامر اخر هو الفائدة .. اي لا بد من توفر ركنين اساسيين فيها هما : ( القبول والفائدة ) على حد تعبير احد المتخصصين .. اي بمعنى ان تتوفر القناعة عند المكلف بها  بانها تساعد الدولة في تنفيذ التزاماتها في المجالات المختلفة وليس لاغراض اخرى خارج واجباتها الدستورية  وبذلك يضمن دافع الضريبة الفائدة ..

وعندما يشعر او يلمس المكلف بها  انها تذهب لغير ابوابها المعروفة يعترض عليها  كما حصل مع الناشطة ( راتمونارش )  ضمن حملة الاحتجاجات في الولايات المتحدة على جرائم ( اسرائيل )  التي قام بها ناشطون وسياسيون ودبلوماسيون ..  فقد  رفضت  هذه الناشطة الامريكية دعم بلادها (لاسرائيل)  ونشرت مقطع فيديو ظهرت فيه وهي تنهار بالبكاء لما يحدث في غزة  وعبرت عن غضبها من دعم الرئيس بايدن لاسرائيل بمنحها عشرة مليارات دولار..  وقالت انها تريد استرجاع ضرائبها وخاطبته بقولها : انت تمنح ( دولة )  لديها رعاية صحية مجانية وتعليم مجاني كل هذا المال ونحن لا يتوفر لدينا كل هذه الخدمات المجانية  .. وبما انهم يستطيعون تحمل هذه التكاليف ، فانهم يستطيعون ايضا تحمل جرائم الحرب الخاصة بهم على حد تعبيرها ..

نستخلص من ذلك انه ما اسهل ان تفرض الدولة الضرائب لدعم موازناتها المالية او اغراضها الاخرى  ولكن ما اصعب النتائج عندما لا يقتنع المواطن بها او عندما تذهب لغير اغراضها ولا تحقق الفائدة منها كما هي حال الناشطة الامريكية  ..

لذلك ترى المواطن في الدول المتقدمة والديمقراطية يدفع الضريبة بقناعة ورحابة صدر بشرط ان   يجد شيئا يناسبها في الشارع على مستوى الخدمات  والحياة عامة وما اسهل ان يعترض عليها بمختلف الوسائل الديمقراطية ان لم تحقق هذا الغرض  او تذهب لاغراض اخرى وهذا حق من حقوقه  الانسانية الاساسية .

وفي هذه الحالة فان دافع الضريبة لا يخسر شيئا لان ما يدفعه من جيبه يعود اليه مرة اخرى بصيغة خدمات وغيرها وبخلافه تكون الدولة قد تجاوزت على المواطن ومدت يدها الى جيبه دون تعويض مناسب على حد تعبير احد الاقتصاديين العرب وعندها يحصل التهرب من الضريبة او تكون بابا للفساد وستترتب عليه انعكاسات نفسية سلبية ..

ولذلك ظهر ما يسمى علم النفس الاجتماعي للضريبة ويختص بدراسة حالة المواطن عندما يشعر ان الضريبة ليست في صالحه او تجاوزت عليه وعلى اسرته لذلك يحاول التهرب منها بمختلف الوسائل بما في ذلك الهجرة والبحث عن بيئة اخرى في الخـــــارج للاستثمار وبذلك تخسر البلاد المال ورجل الاعمال ..

ومن هنا  اكد المتخصصون على ضرورة توفرهذين  الشرطين ( القبول والفائدة ) في الضريبة .. وعندها تتحول من ضريبة الى  مساهمة او مشاركة مجتمعية طوعية وان فرضت بقانون  ضريبي على حد تعبير احد المتخصصين الاقتصاديين ..

  

كلام مفيد :

تعلمت الصمت من الثرثار والتساهل من المتعصب واللطف من الغليظ والاغرب من كل هذا انني لا اعترف بجميل هؤلاء المعلمين .. ( جبران خليل جبران )

 

 

 

 


مشاهدات 528
الكاتب طالب سعدون
أضيف 2023/12/27 - 4:45 PM
آخر تحديث 2024/09/26 - 5:07 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 213 الشهر 38770 الكلي 10027392
الوقت الآن
الجمعة 2024/9/27 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير