إستهداف القاعدة الأمريكية في أربيل بطائرة مفخّخة
الحكومة إثر هجمات أمريكية: عمل عدائي واضح وغير بنّاء
بغداد – قصي منذر
استأنف مطار أربيل الدولي رحلاته، بعد توقف جزئي فجر أمس الثلاثاء، اثر هجوم بطائرة مسيرة استهدف قاعدة امريكية في أربيل. واعلنت وزارة الدفاع الامريكية البنتاغون عن اصابة ثلاثة جنود امريكيين احدهم في حالة حرجة، فيما نفذت ثلاث ضربات في العراق شملت احدها موقعاً ميدانياً للحشد الشعبي في الحلة بمحافظة بابل والثالث في واسط. ووصفت صحيفة دول ستريت جورنال، الهجوم على القاعدة الامريكية بالاكثر خطورة حتى الآن. ودان مكتب رئيس الوزراء محمد شياع السوداني استهداف مواقع عسكرية عراقية من قبل الطيران الامريكي في بابل تحت عنوان الرّد، والذي تسبب باستشهاد منتسب وإصابة 18 آخرين بضمنهم مدنيون، معتبراً اياه فعلاً عدائياً واضحاً، وغير بنّاء، ويسيء إلى العلاقات الثنائية بين البلدين. وفي أربيل، أكد مدير مطار أربيل الدولي أحمد هوشيار أن الاستهداف الذي طال قاعدة عسكرية للتحالف الدولي في مطار أربيل الدولي لم يلحق أيّ أضرار بالمطار، مبيناً أن (حركة الرحلات الجوية في المطار طبيعية). وذكر جهاز مكافحة الإرهاب في إقليم كوردستان في بيانٍ أن (طائرة مسيّرة مفخخة استهدفت بحدود الساعة 16:03 من مساء اليوم الاثنين، قاعدة عسكرية تابعة لقوات التحالف الدولي في مطار أربيل الدولي). واضاف أن (الرحلات الجوية في مطار أربيل الدولي تسير بشكلٍ طبيعي، دون أن تتأثّر بالقصف الذي لم تعلن أية جهة مسؤوليتها عنه). ويعدُّ هذا الهجوم هو الثاني من نوعه خلال كانون الأول، فقد سبق أن أعلن جهاز مكافحة الإرهاب في إقليم كوردستان في الـ 8 من الشهر الجاري، عن تحطّم طائرةٍ من دون طيار فوق مبنى مدني في أربيل، دون وقوع إصابات.
من جانبه، أدان اللواء يحيى رسول الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية ، الاستهداف الذي طال قاعدة للتحالف الدولي في مطار أربيل، واصفاً إياه بـ (العمل الإرهابي). وقال رسول في بيان ان (الحكومة تواصل عملها المكثف لتعزيز الأمن والاستقرار في ربوع الوطن، وتثبيت أركان الدولة، والعمل على تطوير إمكانيات وقدرات قواتنا الأمنية البطلة). وأشار إلى أنه (وفي هذا السعي الحثيث تحاول جماعات خارجة عن القانون الاعتداء على القواعد العراقية، التي يتواجد في قسم منها مستشارو قوات التحالف الدولي، من بينها ما حصل في الساعة 15:30، من خلال إرسال طائرة مسيرة مفخخة بالقرب من مطار أربيل المدني). وشدد على أن (هكذا أعمال إجرامية هدفها الإضرار بمصالح العراق وعلاقاته وارتباطاته الإقليمية والدولية).
وأضاف انه (في الوقت الذي ندين به هذا العمل الإرهابي، نؤكد أنّ القوات الأمنية العراقية المسنودة بالجهد الاستخباري ستصل إلى الفاعلين لتقديمهم إلى العدالة كي ينالوا جزاءهم). من جهته، أكد عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية، وعد القدو، أن (الولايات المتحدة لا تلتزم بدعوات الحكومة بعدم تكرار قصفها للأراضي العراقية، داعيا فصائل المقاومة الى استهداف المصالح الامريكية اين ما كانت). وقال القدو في تصريح إن (التدخل الأمريكي في الشؤون العراقية أصبح ملحوظاً، وتجلى ذلك من خلال استخدام معايير مزدوجة وتحول دور القوات الأمريكية إلى دور الشرطة في المنطقة، كما يلاحظ الدعم غير المحدود للكيان الصهيوني والاحتلال الإسرائيلي، ومحاولتها المستمرة للسيطرة على فصائل المقاومة). ودعا القدو ايضا، الحكومة العراقية الى (اتخاذ موقف واضح وصريح، والتصدي لأي انتهاك للسيادة الوطنية العراقية، مؤكداً على ضرورة التحرك الفوري لمواجهة التدخلات الأمريكية وحماية السيادة الوطنية وكرامة الشعب العراقي). كما ندد رئيس كتلة العقد الوطني ، عبدالأمير المياحي، بالهجوم الامريكي الذي طالَ منشآت الحشد في محافظتي بابل وواسط. وقال في تصريحٍ صحفي امس أن (أمريكا بفعلها الشنيع هذا قد خرقت العهود والمواثيق الدولية ، وهذا يمثل تجاوزًا صارخًا لما نصت عليه الإتفاقية الأمريكية وبنودها ، ويعد خرقًا لسيادة الجمهورية العراقية). وحذّر من (عواقبِ تكرار هذه الأفعال التي لا تمت الى الإنسانية والأعراف الدولية ، وأن عواقب هذه الأفعال ستنعكس سلبا عليها وتؤدي الى مالايحمد عقباه وللشعب العراقي كلمة وللمقاومة أهلها ، ولات حين مندم). على صعيد متصل عد المتحدث باسم وزارة الدفاع الإيرانية العميد رضا طلائي (اغتيال المستشار الايراني رضي موسوي انتهاكاً واضحاً لسيادة سوريا ويأتي في إطار زعزعة أمن المنطقة). وقال ان (هذه الجريمة تستحق العقاب وعلى الصهاينة أن ينتظروا دفع الثمن. وسنرد على الكيان الصهيوني في المكان والزمان المناسبين). مشدداً على القول ان (ردنا سيكون قاطعاً وفعالاً ومؤثرا وذكيا). وقتل موسوي بضربة إسرائيلية في سوريا طالت منطقة السيدة زينب قرب دمشق، وفق الحرس الثوري الإيراني، وقد تعهدت طهران جعل الدولة العبرية (تدفع ثمن هذه الجريمة). وتزيد هذه الواقعة من منسوب التوتر في الشرق الأوسط حيث صعدت الجماعات المدعومة من إيران هجماتها منذ شنت حركة حماس الفلسطينية هجوما داخل إسرائيل في السابع من تشرين الأول الماضي ما اطلق شرارة الحرب في قطاع غزة. ويعد موسوي، أحد المستشارين الأكثر خبرة في فيلق القدس، الوحدة الموكلة العمليات الخارجية في الحرس الثوري الإيراني. ولم يصدر تعليق على الفور من إسرائيل، واكتفى متحدث باسم الجيش الإسرائيلي بالقول (لا نعلق على تقارير اعلام أجنبي). لكن الدولة العبرية تؤكد دائما أنها تتصدى لما تصفه بمحاولات طهران ترسيخ وجودها العسكري في سوريا. وقد كثفت من ضرباتها في سوريا مستهدفة خصوصا مواقع لحزب الله اللبناني منذ بدء حرب غزة. وموسوي هو أكبر قائد في فيلق القدس يُقتل خارج إيران، بعد اللواء قاسم سليماني، قائد القوة آنذاك الذي قُتل في غارة أميركية في العراق في الثالث من كانون الثاني 2020. وقدم الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي تعازيه بمقتل موسوي، قائلا إن (إسرائيل ستدفع بالتأكيد ثمن هذه الجريمة).