الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
شتان ما بين الإنتخابات وتحقيق آمال الشعب

بواسطة azzaman

شتان ما بين الإنتخابات وتحقيق آمال الشعب

لطيف دلو

 

بعد سقوط النظام البائد تجرى الانتخابات لمجلس النواب ومجالس المحافظات في البلاد لإعادة السيادة للدولة واحترام الشعب وتشكيل حكومتين للمركزية والمحلية للمحافظات على نتائجها وفي كل دورة نقرأ ونسمع من المرشحين نعيم الامن والاستقرار ورغيد العيش والمساوات بين فئاة المجتمع وعند إعتلائه الفائزالكرسي يكون كرسيه حاجزا نفسيا بينه والشعب في حين قبله بايام يمشي  في الشارع بوحده دون مرافق مسلح يتبضع ويتعامل كالاخرين وبعد فوزه لايراه احد في تلك الحالة اطلاقا إلا من خلال الزجاجة السوداء في سيارة فخمة محاطا بالحمايات بسيارات مسلحة وبعد اربع سنوات تنتهي دورته يتخرج ثريا كأنه كان رجل اعمال في الدول الصناعية المتقدمة تاركا وراءه جيوش الجياع من ناخبيه يبحثون عن لقمة العيش في المزابل  .

في بلد نفطي وزراعي وسياحي وفيها جميع مستلزمات الصناعة شريانها الكهرباء في حالة مزرية فخلال العشرين عاما مضى لم يتم معالجته بالرغم من الميزانيات الانفجارية إلا ترقيعيا بشهادة الخيوط العنكبوتية في الشوارع والدرابين والاعمدة الهالكة منها تحمل (18) كيبل للبيوت وتسبب فقدان القوة بنسبة كبيرة ، وفي دول اوروبية او اقليمية اقل من العراق ثروة ولكن تمتلك قيادات مخلصة وعقول نيرة عندما يمشي المرأ في شوارعها لا يرى الاسلاك ولا الاعمدة الا المخصصة للانارة بشكل فني يسر الناظر .واضوية اعمدة الطرق تعمل بحساس خشية من هدر القوة .

أمّا عن تشغيل البطالة ومعالجة الفقر تهدر اموال كثيرة كمسكن وليس علاج وتصرف في غير محلها بحالة ترقيعية متخلفة حيث توجد الاف الميسرين يستلمون الاعانة والمواد الغذائية قبل المحتاجين وخلال هذه الايام اعلن فخورا بان وصلت اعداد المستفيدين اكثر من مليونين وبالمقابل تسعى وزارة التجارة باضافة او تحسين المواد الغذائية التي توزعها على المواطنين والحالتين قابلتين لبؤرة الفساد وزيادة اعداد البطالة سنويا وكارثة حقيقية عند إنخفاض سعر النفط وتقليل صادراته لان هناك مساعي جادة من قبل الدول الصناعية الكبرى لايجاد بديل عن النفط وهو الطاقة المستجدة من المياه والهواء والشمس ولربما وسائل اخرى لا تصعب على علوم التكنلوجيا في اخراج الحرارة من باطن الارض .

هزيمة الفقر

هناك امكانيات هائلة في البلاد في هزيمة الفقر والبطالة من قبل السلطة بانشاء مصانع للاليات  بمختلف انواعها والسيارات وحتى الى اصغر حاجة في البلاد وتصديرها بدلا من استيرادها وكذلك استصلاح الاراضي وبناء السدود لتطوير الزراعة وبناء معامل للتعليب ومقالع للاحجار لمعامل الاسمدة وصناعة المرمر ومصانع للبتروكيمياويات والسكر والورق اخذت حيزا كبيرا في الاستيراد وبناء المنشآت لصناعة الغزل والنسيج حيث تباد ملايين اطنان الصوف والشعر لعدم رواجهما في السوق واستغلال الاراضي غير الصالحة للزراعة بردم المرتفعات وتسوية الوديان لمنشآت الطاقة المتجددة المستقبلية والسكن أخذت مساحات كبيرا من الاراضي الزراعية ، وأعادة التوطين في القرى كالسابق باسلوب حضاري وتشجيعهم على الزراعة بتامين كافة مستلزماتها للقضاء على الواردات والبطالة والفقر نهائيا بشكل حضاري وفي جوارنا دول كانت تعيش على صيد الاسماك واليوم أصبحت مركزا تجاريا ومعلما سياحيا عالميا وظلال ناطحات سحابها تصل العراق ، وينبغي أن تكون الإعانة للمستحقين من المعوقين وكبار السن الذين ليس لهم مورد مالي يعينهم بشكل تؤمن معيشتهم بكرامة كأي فرد في البلاد  مع تسوية رواتب الموظفين والمتقاعدين بزوال الفوارق المعيشية بين الجائع والمتخم منهم .

 لا يوجد أي بريق امل في البلاد لقادة كصانع دولة سنغافورا التي لا تمتلك تلك المقومات المتيسرة في العراق ولكن بعزمه واخلاصه واصراره على مكافحة الفساد ومعاقبة كل من يرمي العلكة في الشوارع باشد العقوبات اخرج بلاده من مستنقعات آسنة الى ناطحات سحاب وركب الدول المتقدمة والنزول الى جوف الارض لانشاء المعامل والمصانع ودخل التاريخ من اوسع ابوابه واختارالخلد بدلا من الثراء والمال الفاني ولدينا قرنا من الزمن قادة يفسدون في البلاد والخلف يلعن السلف ويخونه واوصلوا  بلد الحضارات والجنان الى حافة الهاوية ومستقبل مجهول بالتعصبية القبلية والطائفية .وادخلوا انفسهم في حضيرة الفساد وكره الشعب.

 ان الانتخابات لا تمثل الديمقراطية الحقيقية ولا الامن والاستقرار ما لم ينزل المسؤلين الى الشوارع كأي مواطن اخر يمشي ويتبضع في المحلات ويشاركهم الافراح والاحزان كما في كثير من الدول ولا ضير ان اذكر لأخذ العبرة منهم رئيس وزراء بريطانيا يقف في طابور المحلات لاقتناء حاجاته وانجيلا المستشارة البريطانية تتسوق مع زوجها حاملة مشترياتهم وتسكن شقة اسوة بلاجئي بلادهم  وكل مواطن غيور يتأمل قادة امثالهم في البلاد يحافظون على سيادة الدولة وكرامة الشعب ماديا ومعنويا ويقتدى بهم شرقا وغربا وليس كما وشموها بالفساد والديون.


مشاهدات 567
الكاتب لطيف دلو
أضيف 2023/12/15 - 3:56 PM
آخر تحديث 2024/07/16 - 9:57 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 371 الشهر 7939 الكلي 9370011
الوقت الآن
الخميس 2024/7/18 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير