هذا ما فعلته حماس.. كيف لو واجهت إسرائيل كل العرب ؟

سامي الزبيدي

ما فعلته كتائب القسام الذراع العسكري لحماس في إيقاعها الخسائر الكبيرة  في جيش الكيان الصهيوني وفي آلته الحربية  وما تسببت به في إرباك كبير في الأوضاع الداخلية خصوصاً الأوضاع الاقتصادية للكيان الصهيوني لم يتوقعه لا الساسة ولا القادة العسكريين الإسرائيليين ولم تتوقعه حتى أمريكا والدول الغربية فقد كانت عملية طوفان الأقصى في الحسابات العسكرية مفاجئة عسكرية تحمل كل عناصر المباغتة والمفاجئة والكتمان والأمن أرعبت الصهاينة وأربكتهم وأوقعت بهم الخسائر الكبيرة في الأفراد والمعدات وتمكن مقاتلو القسام من اسر العديد من العسكريين الإسرائيليين بينهم ضباط كبار والاستيلاء على وثائق وأجهزة ومعدات مخابراتية في غاية الأهمية كما اخذوا بعض الرهائن المدنيين للمساومة عليهم في إطلاق سراح الأسرى والمدنيين الفلسطينيين , وعندما بدأت العملية العسكرية البرية الصهيونية التي توعد بها نتنياهو وقادته وتصوروا أنها ستكون سهلة وسيتمكنون من احتلال غزة والقضاء على حماس خلال فترة قصيرة لكنهم تفاجئوا مرة أخرى وهذا فشل استخباراتي ثاني يضاف الى فشلهم ألاستخباراتي في كشف عملية طوفان الأقصى قبل حدوثها تفاجئوا بقدرات حماس العسكرية وبقوتها وبأسلحتها التي تسببت في تدمير دباباتهم الميركافا المحصنة والمحمية بأجهزة حماية الكترونية تمنع المقذوفات والصواريخ المضادة للدروع من الوصول إليها لكن مقاتلو القسام دمروا هذه الدبابات واحرقوها بمن فيها كما دمروا ناقلات الجنود بقذائفهم الار بي جي 7 وقذائف الياسين 105 المحلية الصنع وهاجموا تجمعات آليات العدو وتجمعات جنوده وأوقعوا بهم خسائر كبيرة كما هاجموا جنود العدو الذين تحصنوا في بعض مباني غزة وقتلوهم شر قتلة , لقد أوقع أبطال القسام خسائر كبيرة في دبابات وناقلات واليات العدو الصهيوني وفي الضباط والجنود فقد قتلوا أكثر من إلفي عسكري وجرحوا أكثر من ثلاثين ألف آخرين اعترف الكيان الصهيوني بنصفها و أحجم عن ذكرها كلها لأنها كبيرة جداً وربما تزعزع الوضع الداخلي الإسرائيلي وتسبب مشاكل للحكومة وللقيادات العسكرية , ورغم مضي أكثر من شهرين على عملية طوفان الأقصى فلم يتمكن الصهاينة من تحقيق أهدافهم التي أعلنوا عنها عند بدء عمليتهم البرية رغم قصفهم الهمجي للإحياء السكنية وهدمها على رؤوس ساكنيها وقصفهم المستشفيات ومدارس الانوروا التي  تؤوي النازحين وقصفهم عجلات الإسعاف التي تنقل الجرحى وتدميرهم المساجد والمدارس والعمارات السكنية وقتلهم أكثر من ثمانية عشر مدني  من سكان غزة جلهم من الأطفال والنساء في جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية أدانتها كل دول العالم والمنظمات الدولية ولم يحصلوا من توغلهم البرى في غزة أي انجاز مهم والذي حذرهم حلفائهم وشركائهم الأمريكان منه لكنهم لن يأخذوا التحذير على محمل الجد وتوقعوا ان الأمور ستكون مثل ما خططوا لها لكنهم خابوا وفشلوا وفشلت خططهم بسبب بسالة وبطولة مقاتلي القسام باعتراف قادتهم العسكريين .

جرائم ومجازر

وبعد كل الذي حدث ويحدث وبعد ما تكبد الصهاينة الخسائر الكبيرة  وبعد كل جرائمهم ومجازرهم التي ارتكبوها ولم يتمكنوا من تحقيق أهدافهم وهم يواجهون كتائب القسام فقط وهنا نطرح أخذتني مخيلتي  وطرحت بعض الأسئلة الافتراضية منها ماذا لو واجه الصهاينة كل جيوش الدول العربية لو اتحد العرب وتوحدت كلمتهم وقدراتهم ومع ان هذا الأمر من الصعب تحقيقه في هذه الظروف لامتنا العربية ومع ذلك نقول ماذا ستكون النتائج لو وجهت الدول العربية ضربات صاروخية بعشرات آلاف الصواريخ ارض_ارض من سوريا ولبنان والأردن ومصر في ان واحد  مع قصف جوي ومدفعي واستمر هذا القصف شهراً كاملاً مستهدفاُ القواعد العسكرية الصهيونية البرية والبحرية والمطارات العسكرية والمدنية وعقد المواصلات والمستوطنات الصهيونية  كما يفعل الصهاينة ماذا سيحدث للكيان الصهيوني ؟ وهل ستستطيع قبتهم الحديدية اعتراض  كل هذا الصواريخ , وبعد القصف الصاروخي تندفع القوات العربية المشتركة من سوريا ولبنان والأردن ومصر بمشاركة قوات كبيرة من كل الدول العربية نحو الأراضي الفلسطينية المحتلة بإسناد من قصف الصواريخ والطائرات والمدفعية لكل الدول العربية بعد تحشيدها في أماكن ملائمة هل سيبقى صهيوني واحد من الصهاينة الذين جاءوا لفلسطين المحتلة من مختلف دول العالم ليسكنوا أراضي ومدن لا تعود لهم ولا لدولهم بعد ان أغرتهم المنظمات الصهيونية بالمال والسكن  المجاني في المستوطنات التي تم بنائها لإيوائهم هل سيبقى مستوطن واحد في فلسطين المحتلة ؟ طبعا لا وهم الذين عاد الآلاف منهم الى دولهم بمجرد بدء عملية طوفان الأقصى , وهل سيبقى الصهاينة يراهنون على جيشهم الذي لا يقهر بعد اتحاد كل الدول العربية وتوحيد جيوشها تحت قيادة عربية واحدة ؟ ويتزامن العمل العربي العسكري الموحد ضد الكيان الصهيوني قطع تصدير النفط العربي عن أمريكا والدول الغربية وكل دولة تتعاون مع الكيان الصهيوني ومقاطعة الشركات الأمريكية والغربية والبضائع الأمريكية والغربية من قبل الدول العربية السوق الكبرى للبضائع الأمريكية والغربية ؟ إنها أسئلة افتراضية لا يمكن تحقيقها اليوم وفي المستقبل القريب في ضل وجود الحكام العرب المعينين من قبل أمريكا التي تحميهم وتحمي كراسيهم وعروشهم  لكن لابد وسيأتي يوما لا أقول عاجلا بل آجلا وتنجب امتنا العربية قادة عرب أصلاء غيورين على وطنهم العربي وعلى شعبهم وعلى دينهم ويحققوا كل ذلك والتاريخ يذكرنا بمثل هذا الأمر في صفحاته وفي حوادثه وحروبه في سفر العرب الخالد وسننتظر مثل هذا اليوم الذي لن يطول انتظاره ان شاء الله (وانتظروا إنا معكم منتظرون).