الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
كيف نعرف الشرفاء في بلادنا ؟؟

بواسطة azzaman

كيف نعرف الشرفاء في بلادنا ؟؟

وليد عبدالحسين جبر

ينقل الاستاذ “ محمد عيسى الخاقاني “ في كتابه القيم “ مائة عام مع علي الوردي “ ان الوردي قضى العطلة الصيفية بعد اكماله الماجستير في بريطانيا “ اتخذ في لندن غرفة في بيت سيدة بريطانية عجوز ، فتعرف لأول مرة على الآداب البريطانية التي تختلف كليا مع النهج الأمريكي، و كان يخرج لمدرسة اللغة صباحا أو لمقابلة اصدقائه مساء ليرفع قبعته تحية لعجائز الحي اللندني القديم. وفي هذه المملكة العتيدة انتهرته العجوز التي يسكن عندها لأنه يرفع قبعته بالتحية إلى العجوز التي تسكن في أول الحي، مما اثار استغراب الوردي واستفساره منها، لماذا لا أرفع لها القبعة؟، اليس ذلك من الخلق البريطاني المحبب لديكن؟ ونساء الحي كلهن يرددن التحية علي بإيماءة من رؤوسهن، قالت نعم ، انما اعترض على السيدة التي تسكن في آخر الحي، وليس كل النساء، فهذه ليست شريفة !!، ابتسم الوردي ابتسامة الشرقي حين يفهم المغزى من النصيحة، لكن العجوز بحسها النسوي قد ادركت كما يبدو سر ابتسامة الوردي، فأردفت قائلة: هل تصدق أن هذه العجوز الشمطاء لم تكن تطفئ شمعة بيتها حين تغار علينا الطائرات النازية في الحرب، لقد اثبتت للحي كله انها ليست شريفة !!. واسقط في يد الوردي، ولكنه ادرك اختلاف مقياس الشرف بين بريطانيا والعراق، وكان حتى أواخر ايامه يردد هذه القصة على مسامعنا ليعطينا درسا عن كيفية فهم الآخر، وكان دائما ما يقول ويردد، يجب عليك ان تفهم ماذا يريد هو (الآخر) منك لتعرف كيف تناقشه، ولا تفترض فهمه لأفكارك” و ها نحن بعد اكثر من نصف قرن على ما رآه الوردي في بريطانيا لا زلنا في العراق نقيس الشرف بمقاييس الجنس فقط ! فيبقى شريفاً من يخون بلده او يسرقه او يرتكب الجرائم الارهابية فيه و لا يفقد الشرف الا حينما تُنشر ضده صورا او مقاطع اباحية ، في حين العجوز البريطانية اعتبرت عديمة الشرف من خانت بلدها مع المحتل !قل لي بربك في عراقنا العظيم كم خونة للبلد و سرّاق و مجرمين ولكن لا زلنا نعتبرهم شرفاء و نتولاهم بالأحضان عند لقاءنا بهم و ننتخبهم في كل انتخابات و نمجد بهم !

بشراك يا ابا حسان لا زلنا نختلف مع البريطانيين في مقياس الشرف و سيبقى شريفا من يمارس اكبر الرذائل ما دام يمارس العابه الجنسية بالخفية و يجاهر في فساده الاداري والمالي !

 


مشاهدات 552
الكاتب وليد عبدالحسين جبر
أضيف 2023/12/09 - 6:35 AM
آخر تحديث 2024/07/16 - 10:35 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 327 الشهر 7895 الكلي 9369967
الوقت الآن
الخميس 2024/7/18 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير