الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
أمدرسةٌ ام بيت ؟

بواسطة azzaman

أمدرسةٌ ام بيت ؟

لينا ياقو يوخنا

للوهلة الاولى تبدو بعض الابنية في العاصمة بغداد وكأنها بيوت سكنية, وعند التركيز اكثر يتضح بأنها مدارس من خلال اللافتة المُعلقة في واجهة ابنيتها. وهذه من الظواهر التي انتشرت في الآونة الاخيرة اذ أُسست مدارس ابتدائية و ثانوية  في ابنية هي في الاصل دور سكنية تم بيعها او تأجيرها من قبل اصحابها, وبسبب صغر مساحتها, تكون خالية من كل المكونات المادية التي يفترض ان تتواجد في كل مدرسة وهي باحة خارجية ذي مساحة كبيرة او حديقة كي يقضي التلاميذ او الطلبة وقت استراحتهم فيها, بالاضافة الى صفوف بمساحة تناسب اعداد التلاميذ والطلبة بدلاً من اكتظاظ اعداد كبيرة منهم في الصف الواحد والذي يعيق حركتهم ويسبب عدم راحة في جلوسهم ويؤثر على قدرة استيعابهم للدروس .

وهناك عوامل ساهمت في ازدياد معدل المدارس التي تشغل الدور السكنية في كثير من المناطق منها قلة اعداد المدارس الحكومية يرافقها ازدياد معدل التلاميذ والطلبة الملتحقين بالمدارس نتيجة زيادة تعداد سكان العراق, لهذا لا يمكن استيعاب اعدادهم في هذه المدارس التي تعاني غالبيتها من الاهمال فضلاً عن قلة عددها مقارنة باعداد تلاميذ وطلبة العراق المتزايد بشكل كبير سنة تلو الأخرى, ومن اجل تخفيف الزخم في المدارس الحكومية-نتيجة تلكأ مشاريع بناء المدارس- مُنحت التراخيص لتأسيس المدارس الاهلية (الخاصة) لكل من يرغب بذلك طالما يمتلك الامكانات المادية والبشرية من بناية وكادر اداري وتربوي-تعليمي. والعامل الاخر الذي ساهم في ازدياد هذا النوع من المدارس هو كونه مشروع تجاري يدر ارباح كثيرة خاصة وان الاجور التي يدفعها اهالي الملتحقين بهذه المدارس كثيرة يقابلها قلة اجور العاملين فيها مقارنة بأجور اقرانهم في المدارس الحكومية, لهذا فمن المتوقع ان يرتفع معدل المدارس التي يتم تأسيسها في ابنية سكنية والتي تصلح لتعيش فيها اسرة وليس ان تكون مؤسسة تربوية- تعليمية تضم التلاميذ والطلبة. ان تأسيس مدرسة في هكذا بناء هي خطوة غير صحيحة, اذ ان المدرسة يجب ان تكون ذي مساحة كبيرة وتحتوي على حديقة وعلى ساحة للعب التلاميذ والطلبة للترفيه عن انفسهم, وعلى مكتبة ومختبرات علمية وقاعات خاصة للموظفين وصفوف دراسية عديدة وبمساحات مناسبة لأعدادهم, ولا اتصور ان الدور السكنية التي تشغلها المدارس والتي رأيتها بمناطق عدة ببغداد تصلح ان تسمى مدارس. وهذا ما يشوه صورة هذه المؤسسة امام مرآى الناظرين ويجعل الناس لا يميزون بينها وبين الدور السكنية وهذا يفقد جمال الاشياء وخصوصياتها بسبب الفوضى السائدة وسوء التنظيم, اذ ان الابنية السكنية تختلف عن المدارس, فالضوابط التي تخص تصميم وبناء الدور السكنية تختلف عن المدارس كما ان غالبية تصاميم البيوت تنعدم فيها كل ما يتعلق بإجراءات الامن والسلامة وقد يسبب وجود تلاميذ وطلبة في هكذا ابنية خطر على حياتهم, وان حل هذه المشكلة متوقف بالدرجة الاساس على دور وزارة التربية وقدرتها في سد حاجة العراق من المدارس.

 

 

 

 


مشاهدات 689
الكاتب لينا ياقو يوخنا
أضيف 2023/12/05 - 3:43 PM
آخر تحديث 2024/07/17 - 2:45 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 369 الشهر 7937 الكلي 9370009
الوقت الآن
الخميس 2024/7/18 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير