الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
رسالة رجل أقعده المرض

بواسطة azzaman

رسالة رجل أقعده المرض

طارق النجار

 

كانت لي يوماً صحبة مع الطيب الذي ينبز بعلامات فارقة في الاعلام العراقي والعربي ... متبؤاً مقعداً اعلامياً اثيراً بنجاعات مشرقة اضاءت جنبات الكلمة الصادقة ... كنت جليسه يوماً من عصرية صيف لاهب حيث اشار في حديثة الشيق الى نيته طبع كتابه المرسوم (حرب تلد اخرى) الذي قرات بعض ماورد في مسوداته اثناء تواجدي في مكتبه في صحيفة الجمهورية وتعرض جراء ذلك الى مضايقات وزير الثقافة والاعلام بشان ماورد في صفحات كتابة المشار اليه انفاً وعلى اثر ذلك غادر العراق عنوة بعد ان تعسر عليه الحال في هحرة قسرية اخذت من عمره سنوات تركت بصماتها المؤلمة والموجعة في قلبه والكأبة تعتصر انفاسه اللاهبة بالحزن بعد ان شعر بالقلق تاركاً صحوبه الاصدقاء والاخوة الاعداء مفصلاً العيش في كنف الاغتراب مهاجراً من غير رغبه ومن عام 2008 بعد حصول التغير في النظام العراقي .. التقيت به مرة اخرى في عزاء والده المقام في كمان في مصادفة غير متوقعة وعند مشاهدته دخولي القاعة اخذ بيدي خارجاً تناولنا حديثاً عابراً بعد ان تقطعت السبل بيننا ولم اراه ثانية بعد هذا اللقاء العابر الذي جمعنا سويه لانشغاله في ادارة قناة الشرقية في لندن ودبي فشعرت بثقل التاريخ وسنواته العجاف التي عشتها في مرارة الجراحات التي لم تندمل بعد مرور تلك الايام الثقال بالهموم والاوجاع وضاقت بي الارض بما رحبت وامعن المرض في قسوته على قلبي المعلول والمعتل بالام مدفونه في اعماق الروح فبكيت بكاء مراً حتى سال الدمع  المراق من عيون سابله مجفولة بتعب السنين أكابد الاماً مبرحة وهي تغتال روحي الحزينة بعد ان بلغ الوجع مبلغاً لم يعد في استطاعتي تحمله وخالني الحزن الكئيب على حياة دنيا خلت من الصحوبية والمواقف الانسانية ولم انطق بنيت شفة على مافاتني من احوال مشاهدة تنبري بأسي لايمكن وصفها على كل حال وترأءت لي صورة و قائمة من مساء يوم حزين كنت قابعاً في بيتي احسست بأيلام كظمني في محنه من المبكر التنبأ  الى ماانافيه من ازمة خانقة افقدتني الرغبة في حياة دنيا وما ألت اليها اقدارنا .

وفي تلك الامسية الرابعته عند حافات العنت الشديد تخيل لي طيبة هذا المقام في مواقفه المسكونة بالطيبة في مرابطة اجتماعية ورغبة صادقة في مسعاه لمساعدة الاخرين في ضياء انساني مشرق وحناء انار قلوب المحتاجين التي تقطعت بهم السبل في وطن ميتم بفقراء يتضورون جوعاً في حاجة ملحة لمتطلبات معيشتهم اليومية في متربة بعد ان عصفت بهم الاحوال في مناخات حتى شارفت حياتهم على الانهيار يسعى في شهامة رجولة نابعه من مجتمع يعاني مثلبة اخلاقية صادقاً في محياه ونيته فوجدت ذلك الطيب في شخصيته الكرزمانية المعبرة عن وطنية  يجهد تأسيس حلم وطني تبناه في مشروع قومي وعروبي مستلمها ارث اجداده من مأثر السلف الصالح ..

فالرجل لم يبخل يوماً في التزاماته اليومية حتى في احلك الظروف قسوة واشدها سوداوية متصفاً بالزهد  ونكران الذات مخلصاً لقيمه الروحية مؤمناً في سماويته واخلاقيته

وامام هذا الرثاء الروحي ارزجي له بالشكر والامتنان واحمل ازميل مثقلة بالهموم والاسى

 

 

 


مشاهدات 862
الكاتب طارق النجار
أضيف 2023/12/04 - 3:55 PM
آخر تحديث 2024/12/04 - 7:38 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 88 الشهر 1845 الكلي 10057940
الوقت الآن
الخميس 2024/12/5 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير