لماذا دولة فلسطين منزوعة السلاح؟

حاكم محسن الربيعي

مر على اغتصاب فلسطين من قبل الصهاينة وبرعاية بريطانية ودول  عربية غير جادة في الدفاع عن فلسطين في حينها حوالي 75 عاما , وعبر هذا الزمن غير القصير كانت هناك حروب  متعددة ومقاومة ذهب ضحيتها الالاف من الشهداء الفلسطينيين ومن العرب ايضا , وكانت هناك مبادرات دولية واقليمية لحل النزاع بين هذا الكيان اللقيط والدول العربية يوم كانت القضية الفلسطينية في حسابات الكثير من الحكومات العربية بانها القضية المركزية ,  وقام الرئيس المصري الراحل انور السادات بزيارة الى تل ابيب معتقدا ان ذلك سيقرب الحل مع هذا الكيان ,وعقدت اتفاقات بائسة كان المنتفع الاول والاخير منها هذا الكيان و با سناد امريكي وبريطاني واوربي  , واستطاع هذا الكيان من احتلال ارض عربية جديدة بعضها اعيد باتفاقات وتنازلات واخرى مازالت تحت السيطرة الصهيونية كالجولان السورية , وفي كل مرة يجري الحديث عن اقامة دولتين , من هاتين الدولتين هي  الدولة الفلسطينية على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس, فما الذي حصل بعد مرور حوالي 45 عاما على اتفاق اوسلو , قتل ممنهج للفلسطينيين وتامر على الدول العربية ومنها على العراق وتصعيد النزاع بين مصر واثيوبيا  حول خلاف الدولتين على  سد النهضة وحصة مصر من المياه , وقصف مستمر على سوريا دون رادع وعملت على اسناد انفصالي جنوب السودان  وتساند الحركات الانفصالية في دول عربية وغير عربية , واخر ما عمل  هذا الكيان المتمرد وبرعاية  امريكية وبريطانية وفرنسية بل اوربية تماما, الهجوم الوحشي على غزة وقتل الالاف من الشهداء الفلسطينيين , تجاوز  خمسة عشر الف من الابرياء , وبعد التوسط من اطراف معينة كانت هناك هدنة يتمنى البعض ان تكون خطوة نحو السلام لان الحروب مدمرة وقاتلة  وبالمقابل هناك طروحات تعيد الدعوة الى اقامة دولة فلسطينية وهو المشروع الذي اقر من الامم المتحدة منذ زمن ولم يتحقق لان الدول الكبرى غير جادة , ولكن هذه الدعوة ان تكون دولة فلسطينية منزوعة السلاح ,  هذه الدعوة غريبة  ان اقامة دولة منزوعة السلاح معنى ذلك بقاء هذه الدولة تحت المطرقة الصهيونية ومتى تشاء حكومة العدو الصهيوني تفعل ما تريد بالفلسطينيين , وباللهجة العراقية تبقى ( مكفخة ) , فهل من المنطق ان يبقى اهل الارض دخلاء يستجدون حقهم من مغتصب , وان تبنى دولة منزوعة السلاح , اليس  هيبة الدولة في قوتها  وفي جيشها , وهل ذلك منه وفضل من مغتصب على اهل الدار , غريبة مثل هذه الطر وحات التي لا يقبلها المنطق  , من يصدق ان 300 مليون عربي  لا يستطيعون مواجهة هذا الكيان , يقول احدهم من الرؤساء العرب بان الحرب مع هذا الكيان هو حرب مع الكيان  الصهيوني ومع امريكا , هل العرب عاجزون عن مواجهة امريكا , بالمنطق ليسوا عاجزين لو اتحدوا  لكن الخيانات والولاءات هي المشكلة الرئيسية لدول عربية غير جادة والا فان امريكا على بعد 11 الف ميل ولولا القواعد والبوارج التي سمح بها للدول الاستعمارية في بعض الدول , فان المنطقة ليس قريبة على امريكا وغيرها من الدول الاخرى ,  ونعتقد ان هذه الدعوة لا قامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح امر مرفوض من العرب والمسلمين قبل اهل الدار , العمل بجدية لاقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967 ولها جيشها الخاص بخا واجهزتها الامنية هو الذي يجب ان يكون وعلى دعاة الديمقراطية وحقوق الانسان  الصدق في الادعاءات ولو مرة واحدة .