الإنفاق خيار الأبرار

حسين الصدر

قال تعالى :

( الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سراً وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون )

البقرة / 274

-1-

من سمات الصالحين الابرار الانفاق في سبيل الله، والمبادرة  للاسهام في المشاريع النافعة، ورفد واعانة البائسين والفقراء بالدعم اللازم .

فالمال عند الابرار ليس غايةً في نفسه بل هو وسيلة يتوصل بها الى اثراء الرصيد الشخصي للمنفق بالحسنات والصالحات عبر الانفاق المالي السخي  وبذلك يكون التقرب الى الله تعالى الذي حَثّ على الانفاق في سبيله وامتدح المنفقين .

أما عبيد الدنيا فهم لا يُحسنون الا فَنْ اقتناص الاموال واكتنازها بعيداً عن انفاقها في مظان الحاجة .

وبالتالي فهم يحرمون انفسهم مما يناله المنفقون في سبيل الله من مثوبات عظيمة، وما يستحقونة من أوسمة عالية كريمة .

-2-

ليس للانفاق ظرف زماني محدد ،

ابواب الانفاق مفتوحة في النهار والليل ،

وكما تكون في العلن تكون في السر .

وهؤلاء المنفقون آناء الليل وأطراف النهار قد بشرّهم الله بانّهم

( لا خوف عليهم ولا هم يحزنون )

-3-

لقد روي عن ابن عباس :

انّ امير المؤمنين الامام عليّ بن ابي طالب ( عليه السلام ) كان يملك أربعة دراهم فقط ، فتصدق بدرهم ليلا ،

وبدرهم نهارا ،

وبدرهم سراً ،

وبدرهم علانيةً ،

فأنزل الله تعالى هذه الاية .

-4-

أقول :

اذا كان الامام امير المؤمنين (ع) قد تصدق بكل ما يملك ليلا ونهاراً وعلانية وسرا فهل يُقبل من عشّاقه وطلاب مدرسته وممجدي صنيعه أنْ يحجموا عن انفاق شيء من أموالهم لاسيما مع وجود الملايين من المعوزين البائسين في العراق الجديد ؟

نسأله تعالى ان يوّسع علينا أرزاقنا وأنْ يوفقنا واياكم للانفاق في سبيله ويكتب لنا خير ما يكتبه لعباده المنفقين الصالحين، انه اسمع السامعين وارحم الراحمين .

Husseinalsadr2011@yahoo.com