الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
خيار الإنتخابات ومستقبل حماس

بواسطة azzaman

خيار الإنتخابات ومستقبل حماس

محسن القزويني

بعد أن عجزت اسرائيل عن استئصال حماس اخذت تتحدث عن تفكيكها ، جاء ذلك في مباحثات كالانت - سوليفان نقلا عن القناة الثالثة العبرية حيث جرى تداول تفكيك حماس في لقاء وزير الدفاع الاسرائيلي مع مستشار الامن الوطني الامريكي، وهذا يعني اقرار اسرائيل بعجزها في القضاء على حماس ، ياتي ذلك في خضم المناقشات الجارية على قدم وساق في العواصم الغربية والعربية حول مستقبل غزة واجراء التعديل على السلطة الفلسطينية. واذا كانت امريكا قد جعلت من نفسها راعيه الديمقراطية ، واسرائيل رمزا لها فافضل حل  للقضية الفلسطينيه اليوم يكمن في اجراء الانتخابات الفلسطينية على مراحل ثلاث؛ الانتخابات التشريعية والبلدية والرئاسية تمهيدا لانشاء الدولة الفلسطينية كما هو المقترح المشاع في الدوائر العالمية اليوم. وهذا هو الطريق الاسلم الى ضمان حقوق الشعب الفلسطيني مرحليا فمن حق هذا الشعب كما بقيه الشعوب، الحق في تقرير مصيره وانتخاب من يمثله في زعامة الدولة الفلسطينية واصبحت الارضية اليوم مهيئة لطرح فكرة الانتخابات الفلسطينية ومناقشتها على نار هادئة  بين الفصائل الفلسطينية والعواصم العربية وتقديمها للعالم كحل عربي فلسطيني للخروج من الازمه الراهنة.

فعلى الفلسطينيين ان لا ينتظروا الحل من نتنياهو لان ما يريده هواباده الشعب الفلسطيني وتفريغ قطاع غزه من اهلها وتحويلها الى مستوطنات اسرائيليه، فالحل يجب ان يكون فلسطينيا وفعلا تشير الانباء عن وجود لقاءات بين حماس وفتح كمقدمه لفتح الحوار بين جميع الفصائل الفلسطينيه لمناقشه مستقبل القضية الفلسطينية ليصبح الفلسطينيون وحدهم صاحب الحق في تقرير مصيرهم وليس اسرائيل، وذلك باختيار الحل الديمقراطي باجراء الانتخابات وهو الحل الاوفق فلسطينيا وعربيا ودوليا لوضع حد للمهاترات الاسرائيلية والغربية حول الحديث عن مستقبل حماس وكأن حماس فطر نبت على الارض الفلسطينية. يمكن بسهولة التخلص منه،  فبعد 75 يوما من القتال الضاري لا زالت اسرائيل عاجزة عن تحرير اسير واحد ممن هم في قبضة حماس، وعجزت ايضا عن اعتقال عنصر واحد من عناصر الحركة، وعلى رغم ادعائها بانها سيطرت على اكثر مناطق غزة فلا زالت صواريخ المقاومة تدك العاصمة الاسرائيلية تل ابيب.  لقد اخطات السلطة الفلسطينية في رام الله عندما الغت مرسوم 15 كانون الثاني 2021 والقاضي باجراء الانتخابات التشريعية في 22 ايار من العام نفسه والانتخابات الرئاسية في 31 تموز من العام نفسه بحجج واهيه، واليوم المجتمع الدولي مطالب بوضع خارطه الطريق لحل المشكله الفلسطينيه، فبعد وقف اطلاق النار وانسحاب اسرائيل من غزة وعودة اهل غزة الى اراضيهم لابد من اجراء انتخابات كاول خطوه نحو ترسيخ دعائم الدوله الفلسطينيه بانشاء المؤسسات الدستورية لهذه الدولة المرتقبة وهذا المقترح قابل للحل فقد سبق وجرت هذه الانتخابات في 2006 وكانت النتيجه لصالح حماس حيت فازت ب 74 مقعدا من مجموع 132 مقعدا حين ان حركه فتح حصلت على 45 مقعدا فقط، وفعلا تم افتتاح المجلس التشريعي في 18 فبراير من عام 2006. وكادت تجرى انتخابات الرئاسه قبل عامين لولا قرار السلطة بتاجيلها في 29 فبراير من عام 2021 خوفا من صعود حماس الى رئاسة السلطة الفلسطينية. واليوم اصبح الشعب الفلسطيني يواجه مصيره بين خيارين اما توكيد الذات من خلال خيار الانتخابات او الموت تحت ارجل الجلاد الاسرائيلي، والقرار الاخير بيد الشعب الفلسطيني فمن حقه ان يختار من يريد وليس من حق احد سواء كان فلسطينيا او عربيا او دوليا منع هذا الشعب في اختيار من يمثله في رام الله وغزة تمهيدا لارساء دعائم الدولة الفلسطينية.

 


مشاهدات 489
الكاتب محسن القزويني
أضيف 2023/12/22 - 11:00 PM
آخر تحديث 2024/06/29 - 5:49 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 404 الشهر 11528 الكلي 9362065
الوقت الآن
الأحد 2024/6/30 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير