الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
الحسينُ قدوةُ الأبرار ومُلهِمُ الأحرار

بواسطة azzaman

الحسينُ قدوةُ الأبرار ومُلهِمُ الأحرار

حسين الصدر

 

-1-

الملاحظ أنّ أكثر الناس يرتعبون من فقدانهم لشيء من ثرواتهم وممتلكاتهم، فضلاً عن فقدانها بأسرها، ولا يرتعبون بنفس الدرجة اذا ما وقعوا في مأزق في دينهم .

انّ مصائب الدنيا عندهم أعظم من مصائب الدين ..!!

وهذه ظاهرة خطيرة للغاية ، ذلك أنَّ الدين هو أعظم الأشياء في قاموس الانسان الصادق في إيمانه .

كل الخسائر المالية يمكن ان تعوّض وتعود ، أما المصيبة في الدين فانها تسوّد صحيفة الأعمال ومتى ما اسوّدت هذه الصحيفة فليس ثمة الاّ العقاب الصارم المُفْضِي الى الجحيم .

-2-

يقول الشاعر :

اذا أبقتْ الدنيا على المرءِ دينَهُ

فما فاتَهُ منها فليسَ بضائرِ

وهذا هو الحقوانْ كان مضيّعاً

لقد هجّر الطاغية المقبور مئات الآلاف من العراقيين الى خارج الوطن بذريعة جذورهم الفارسية ..!!

وصادر من الاحرار والحرائر ممتلكاتهم وأموالهم وترك أبناءهم وعوائلهم يعانون الفقر والحرمان .

ثم سقط في 9/4 /2003 واضطر الى الاختباء في حفرة ..!!

الى أن حَان موعدُ تنفيذ حكم الاعدام به ليلتحق بالفراعنة والجبابرة الذين سبقوه الى الجحيم .

ولكنّ قسماً مِنْ اولئك الذين هجرهم او صادر اموالهم شهدوا مصرعه واستطاعوا ان يستعيدوا أموالهم او بعضها

وهنا تكمن العبرة .

-3-

ان اعظم الدروس المستفادة من ثورة الامام ابي عبد الله الحسين (عليه السلام) هو التضحية بالنفس والاهل والأصحاب وبكل غال ونفيس مِنْ أجل صيانة الدين من ايدي الطغاة المنحرفين .

فلو لم يكن الاسلام أعزَّ عليه من نفسه لما قدّم كل تلك التضحيات الجسام ، ولما افتداهُ بنفسه وأقمارِهِ ، ولما عرّض نساءهوهن كرائم بيت الوصي والنبوةللسبي والأسر .

فمن قدّم مصالحه الشخصية وآثر دنياه على دينه فما هو بالصادق اذا ما انتسب الى مدرسة الامام الحسين (ع) .

فاسمع قول الشاعر :

عزّ على يومك يوم الإباءْ

أنّك لا تُرثى بغيرِ البكاءْ

وانّ ذِكراكَ على ما بِها

مِنْ عظةٍ تُوحي لنا ما نشاءْ

مدرسة يجهلُ طلابّها

على مَ تشييدُك هذا البناءْ ؟

 


مشاهدات 579
أضيف 2023/07/23 - 12:21 AM
آخر تحديث 2024/06/26 - 7:39 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 70 الشهر 70 الكلي 9362142
الوقت الآن
الإثنين 2024/7/1 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير