الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
رحلة جديدة إلى طهران..​​​​​​​ مطعم بإدارة وعاملين من قصار القامة

بواسطة azzaman

رحلة جديدة إلى طهران.. مطعم بإدارة وعاملين من قصار القامة

 

طهران - حمدي العطار

مشكلة السفر من والى طهران في مناسبة اربعينية الامام الحسين (ع) تعد من المشاكل المعقدة ، وتستغل الخطوط الجوية الايرانية هذه لفترة وتعدها مناسبة للربح الفاحش وتطبيق قانون العرض والطلب، فهي لا تحجز تذكرة العودة بنفس مقدار سعر التذكرة في الذهاب ، بل تجعل حجز المرجع منفصلا فأذا كان حجز السفر الى طهران بمقدار 2 مليون تومان الا اقل من 50 دورلار فأن الحجر للعودة من طهران الى بغداد او النجف قد يصل الى اكثر من 10 مليون تومان اي اكثر من 200 دولار! وغالبا ما تتخذ السلطات الايرنية قرارات متأخرة فهي قد اصدرت ونحن في طهران قرارا ان تكون اجور السفر من ايران الى العراق ذهابا وايابا بمقدار8 ملايين تومان  4 ملايين تومان ذهابا و4 ملايين الرجوع اي اجمالي المبلغ لا يتجاوز 90 دولار ولكنك اين ما تذهب الى مكاتب حجز الطيران يقولون لك لا يوجد لدينا حجز لغاية 15 9 اي بعد زيارة الاربعينية! ومن يتورط بالسفر للدخول من احد المنافذ البرية فسوف يبقى عالقا لساعات طويلة في الحدود بسبب الازدحام الشديد!

لذلك لا يفضل العراقيون السفر الى ايران في هذه الفترة حتى لا يتعرضون الى الابتزاز!

سفرة خاصة

كلفت بواجب عائلي لأيصال عمتي الى طهران وهي غير قادرة على السفر وحدها ، فكان علي ان اكون مرافقا لها فهي تحتاج الى كرسي (عربة) للوصول الى الطائرة ، ثم الصعود برافعة للدخول الى الطائرة من الباب الخاص وهذه كلها امور تحتاج الى ترتيب في ظل الازدحام الموجود تتضاعف الصعوبات! المهم دبرنا هذه الامور ليكون استقبال السائقين لنا في مطار السلام في طهران اشبه بالاحتفال على وليمة او صيد ثمين فاصحاب السيارات التابعة للمطار يجعلونك تخاف من سائقي القطاع الخاص يقولون لك هؤلاء (علي بابا) اي يسرقون المسافرين ، وسائقي القطاع الخاص يقولون لك نحن الارخص ، المهم قمنا بتأجير تكي المطار بكلفة 20 الف دينار واوصلت عمتي الى المكان الذي سوف تستقر فيه وانا سكنت في شقة لوحدي عند احد الاصدقاء لقضاء يومين في طهران ومن ثم الرجوع الى بغداد ! وفي رحلتي لم اوفق بالحصول على شريحة ايرانية لأن جوازي قد حصل على 3 شرائح ايرانية!

مطعم غريب

كنت قد سمعت في رحلتي السابقة عن وجود مطعم ييرونه (قصار القامة) – الاقزام- واثار فضولي للذهاب اليه في هذه السفرة القصيرة جدا، هذا المطعم يقع في شمال  طهران بشارع بهشتي ويسمى ( كافه رستوران سنتي كوتاه قامتان) ويقصد به مقهى ومطعم قصار القامة! كل العاملين في هذا المطعم من الرجال والنساء هم من قصار القامة او كما هو متعارف عليه (الاقزام) ويقول احدهم لنا بدلا من ان نعيش على الشفقة قررنا العمل فكانت هذه الفكرة اقامة مطعم ومقهى ونحن نشغل ونوفر فرصة لهذه الفئة المهمشة في المجتمع الايرني والتي لا تتوفر لها فرص العمل اسوة بباقي افراد الشعب! ويوفر «مطعم الاقزام» اطيب الوجبات الايرانية ويحظى بإقبال متزايد اذ كانت اكثر الطاولات محجوزة للعوائل الايرانية ،حركة دوؤبة ونشطة ووجبات طعام لذيدة وتعامل ممتاز مع رواد هذا المكان الذي اغلبهم من العوائل الايرانية (المتحررة) والتي تتفاعل مع الاغاني والفرقة الموسيقة وقد تمارس حتى الرقص! حتى صار هذا المكان يقصده السياح ،الشعب الايراني يحب الفرح والمتعة ولا يرى فيها خروج عن الاخلاق والعادات والتقاليد وهؤلاء ضد التشدد ويتعامل النظام الايراني معهم في الوقت الحاضر بمرونة وتسامح ويرى بعض المتعصبـــــين أنها نزوات او نزعات عابرة لا تستمر مع التدين المفروض ان يكون في ظل النظام الايراني!

غض النظر على مثل هذه الاماكن الترفيهـــــــــــيىة والســـــــياحية هو الموقف المناسب من قبل السلطات الايرانية التي تريد ان تثبت للعالم ان الحريات الشخصية او الخاصة موجودة في ايران ويمكن ممارستها بشكل لا يخدش الحياء! والايرانيون يحسبون  سابا للرأي العام وفي الشعب الايراني قطاع كبير يتفاعلون مع ما يملكون من جذور عميقة في مجالات الموسيقى والفن التشكيلي والسينما!


مشاهدات 591
أضيف 2023/11/26 - 4:37 PM
آخر تحديث 2024/06/30 - 2:01 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 43 الشهر 43 الكلي 9362115
الوقت الآن
الإثنين 2024/7/1 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير