المؤمن في منظور الإمام الصادق (عليه السلام)

حسين الصدر

 

-1-

يحرص الائمة الهداة من أهل البيت عليهم السلام على أنْ يكون طلاّب مدرستهم النماذج الرفيعة للانسانية في ايمانها وأخلاقها ومساراتها الحياتية .

-2-

وفي رواية عن الامام ابي عبد الله جعفر بن محمد الصادق (ع) قال فيها:

المؤمن :

-مَنْ طاب مكسَبُهُ ،

-وحَسُنت خَلِيقتُه ،

-وصَحّتْ سريرتُه ،

وأنفق الفَضَلَ مِنْ مالِهِ ،

وأمسكَ الفَضلَ مِنْ كلامه ،

-وكفى الناس  شَرَّهُ ،

-وأنصفَ الناسَ مِنْ نفسه «

فهذه سبع خصال تتوج صحائف الرجال .

-2-

وسنقف وقفه قصيرة عند كل خصلة من هذه الخصال السبع :

المكسب الطيب

ليس المهم أنْ تزداد الأرباح جرّاء التعاملات المختلفة وانما المهم أنْ يكون الربح حلالاً ،

ولا ينقضي العـــــجب فمن يعتبر نفسه مؤمنا ولكنه يتخذ من المخدرات مداراً لتجارتِهِ .!!

وممن يُقدمُ على شراء الاسهم الكثيرة في شركات إنتاج الخمور والبيرة .

ان المؤمن الحقيقي الصادق في ايمانه يتورع عن ادخال لقمة الحرام في جوفه، ولن يدنو من المكسب الحرام أيّا كان شكله ولونُه .

حُسنُ الخَليقة

حُسنُ الخلق هو عنوان صحيفة المؤمن، وبحسن الخلق ينال المؤمن المثوبات الكبيرة عند الله ، والمحبة في نفوس الناس ، واي مزية أكبر من ان تكون محبوباً عند الله وعند الناس ؟

السريرة الصحيحة

هناك من يروقك ظاهِرُهُ ولكنّه ينطوي على نفس خبيثة مريضة .

أما المؤمن فيستوي ظاهرُه وباطنه، وينطوي على نفس نقية صافية بعيدة عن الأدران .

انفاق الفضل من المال

ليس المطلوب أنْ تحرم نفسك وأهلك مما لديك من مال وتنفقه على البائسين والمستضعفين والفقراء وانما المطلوب الانفاق مما زاد عن الحاجة .

أما الإعراض عن الانفاق مما زاد لديك عن الحاجة فهو ضرب من الانانية والشح الذيْنَ لا يلقيان بالمؤمن .

امساك الفضل من الكلام

لا خير في الثرثرة ، ولا خير في كثير من الكلام الذي لا يخرج كونه فضولاً ، وكل كلمة يطلقها اللسان لها حسابها في الميزان .

كفّ الشر عن الناس

المؤمن مشروع انساني نافع يمشي على قدمين .

وليس مقبولاً على الاطلاق أن يستسيغ المؤمن ممارسة الاعمال الشريرة بحق الناس..

بل المطلوب هو البعد عن الشر وكف النفس عنه .

انصاف الناس

الانصاف أندر من الكبريت الأحمر، والتحلي بالانصاف يكشف حقيقة الانسان وحقيقة الايمان .

فالمؤمن الصادق لا يبخس الناس أشياءَهم ،

ولا يُنكر محاسنهم وفضائلهم .

انّ وراء الاجحاف وغمط الحقوق نفساً مسكونة بالعُقد، وليست نَفْسُ المؤمن الاّ المرآة الصافية النقية .

جعلنا الله واياكم ممن يهتدي بهدى أهل البيت (ع) وممن يسير على ما خــــــــطته مناهجهم التربوية العتيدة .