الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
دورات المياه الصحية في المدارس

بواسطة azzaman

دورات المياه الصحية في المدارس

 

لينا ياقو يوخنا

حدثتني احدى الصديقات, حول اهمال دورة المياه الصحية في مدرسة ابنتها, وان المياه فيها ملوثة غير صالحة للأغتسال, ولا تستطيع ابنتها استخدام دورة المياه بسبب منظرها المقزز بالأوساخ ورائحتها الكريهة وانتشار الحشرات فيها. وان هذه المشكلة ليست فقط في مدرسة ابنة صديقتي بل سمعتها عدة مرات من اناس اعلم بأن لديهم اولاد وبنات في المدارس وبسبب اهتمامي بالمجال التربوي- التعليمي فكثيراً ما اطرح تساؤلات عليهم وعلى ابنائهم وبناتهم حول هذه المؤسسات, وجميعهم يجيبون بأن دورات المياه غير صحية, لكن هناك تفاوت من مدرسة لأخرى, فربما تتوفر فيها المياه لكنها غير نقية اذ يلاحظ فيها الطين واحياناً الطحالب, او قد تكون خالية من مساحيق التنظيف فيضطر بعض التلاميذ والطلبة لأحضارها مثل «الصابون», او ان المكان غير نظيف بسبب اهمال العامل, او انقطاع المياه بين الحين والاخر, او ان المغاسل مكسورة. وهذه الاسباب جميعها تؤدي الى انتشار الجراثيم والفيروسات التي تهدد صحة الانسان.  يبدو ان المشكلة او الظاهرة ليست وليدة اليوم فأنا اتذكر كيف كانت مدرستي من هذه الناحية اشبه بما وصفها التلاميذ والطلبة في وقتنا الحالي. اما الاسباب فهي عديدة منها اقتصادي لعدم تخصيص الاموال للمدارس لتوفير المستلزمات الخاصة كالتأسيسات الصحية ولتوظيف العمال للاهتمام بنظافة المكان. او قد يكون السبب اداري لغياب المتابعة ومحاسبة المقصرين في عملهم في حال كان هناك فعلاً عاملين في المدرسة. والسبب الثالث وهو الاهم من وجهة نظري, تقصير الاهالي في التربية من جهة, ومن جهة اخرى عدم اهتمام المسؤولين في النظام التربوي بمحتوى المناهج التي تعطى في المدارس خاصة تلك المتعلقة بالجانب الاخلاقي والتي ساعدت في اهمال التلاميذ والطلبة للنظافة واصبحت ظاهرة منتشرة في المجتمع ككل, اذ ان دورات المياه في الاماكن العامة كالمتنزهات وكذلك المؤسسات الحكومية والاسواق التجارية الكبرى كالمولات وايضاً المطاعم تكون النظافة في غالبيتها شبه معدمة رغم وجود عمال نظافة في غالبيتها نتيجة تقصير الناس التي ترتادها.

والسبب يعود الى غالبية افراد مجتمعنا لا يشعرون بالانتماء للمكان ولا يحترمون فكرة ان هذه الممتلكات سواء العامة او الخاصة يجب الاهتمام بها, ولهذا نراهم يهملون كل ماهو خارج حدود منزلهم لأن الوطن بالنسبة لهم هو قطعة الارض التي يسكنون فيها والتي اشتروها بأموالهم, اما الدائرة او المدرسة او الجامعة او المطعم او اي مكان اخر فهو خاص بالعراق وليس من واجبهم الحفاظ عليه.ان تعليم الافراد خاصة تلاميذ وطلبة المدارس على الاهتمام بنظافة المكان يجب ان يكون بتعزيز شعوره بالانتماء للمكان  وبأن المدرسة بيته, بل ان العراق كله بيته ومثلما يحافظ على نظافة منزله ويهتم به, فيفعل الامر ذاته في اي مكان وهذه المسؤولية تقع على عاتق المؤسسة التربوية بالدرجة الاساس, فالجانب التربوي جداً مهم خاصة اذا ما استخدم فيه اسلوب «النمذجة» بدلاً من الاعتماد فقط على الاسلوب التقليدي بالتعليم والمقتصر على الجانب النظري والتلقين بدون تطبيق.

فعلى سبيل المثال: يقوم الكادر التربوي بتنظيف المدرسة بين فترة واخرى امام انظار التلاميذ والطلبة مع العاملين. ومن ثم تعمم هذه الطريقة يومياً وذلك بأن يحرص المعلم او المدرس عند نهاية الحصة الدراسية الاخيرة  من كل يوم بتنظيف التلاميذ والطلبة للصف من خلال التقاطهم الاوراق والمناديل او بقايا الطعام داخل المقاعد الدراسية (الرحلة) او اسفلها ورميها في سلة المهملات, وان لا يخرجوا من صفوفهم الا بعد تنظيف كل واحد منهم مكانه الذي يجلس فيه, ومن ثم يتم غسل الايدي منعاً لانتشار الجراثيم, على ان يساهم المعلم او المدرس بشيء من هذا العمل وذلك بمسح اللوحة (السبورة).

هذه بعض الطرق البسيطة تساهم نوعاً ما في تعزيز روح العمل الجماعي والشعور بالمسؤولية تجاه البلد وبأن النظافة واجب على الجميع في الحفاظ عليها مهما اختلفت الاعمار والمناصب وحتى الاماكن وليست فقط مسؤولية العامل. كما يساهم التطبيق في هكذا دروس في ان يبتعد التلاميذ والطلبة على الاتكال على وجود العامل ولكي يشعروا بأن اهمالهم يضاعف من مجهوده الذي يبذله للحفاظ على النظافة. ولهذا سنشاهد حرص الافراد في الحفاظ على النظافة في كل مكان وليس فقط  في المدارس.

 لذا فان اهتمام المدارس بمناهجها التربوية –الاخلاقية امر ضروري والا لماذا تسمى هذه المؤسسات بالتربوية.

 

 

 

 


مشاهدات 851
الكاتب لينا ياقو يوخنا
أضيف 2023/11/17 - 3:15 PM
آخر تحديث 2024/06/29 - 9:20 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 401 الشهر 11525 الكلي 9362062
الوقت الآن
الأحد 2024/6/30 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير