الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
صرخاتكم عند الـله ودماؤكم في السماء

بواسطة azzaman

صرخاتكم عند الـله ودماؤكم في السماء

جاسم مراد

 

هم احباب الله ، ودمائهم واجسادهم المقطعة صرخات تدوي بين السماء والأرض ، هم أطفال غزة ، ليس هناك أحد يلملم أجسادهم الممزقة بالصواريخ الامريكية غير الأمهات اللائي فقدن كل شيء ، العائلة والسكن وعمود البيت ، ولم يبقى غير شظايا القنابل الامريكية التي تزن الواحدة منها الف طن موزعة بين درابين البيوت وساحة ملعب الأطفال ، فيما يصرخ الجيران اللذين تهدمت أجزاء من بيوتهم ، ولكن والحمد لله ليس هناك إصابات مميته في هذه الهجمة الإسرائيلية ، ولكن بعد دقيقة لاندري ماذا سيحصل نتيجة قصف الطيران الحربي الإسرائيلي بتوصيات أمريكية غربية ، نقول يصرخون الجيران بسبب هو الموت والفاجعات في كل لحظة ، هذه هي حرية أمريكا للإنسان ، وهذا الموقف الإنساني والديمقراطية الامريكية التي توزع الموت للأطفال بدلاً عن السلام والحرية وتقرير المصير .

إن العالم المتوحش لم يعد فيه مكاناً للسلام والحرية ، انه عالم غربي   صار يتلذذ بقتل أطفال غزة بحجة ( حق إسرائيل في الدفاع عن النفس ) والمصيبة الأكبر في لغة هذا العالم وممارساته أنه يحق لإسرائيل القتل الجماعي للسكان المسالمين ولا يحق للأطفال والنساء الحوامل العيش بسلام ، اليس ذلك في هذا القرن وفي هذه السنة 2023كما سبقها من السنين الطوال أن يصبح القتل الجماعي للفلسطينيين هو لغة العالم المتقدم ، فيما نحن أبناء الشرق عموما وفلسطين تحديدا خارج فلسفة العيش بسلام .

مواد متفجرة

المثير للدهشة ، بل هذه حقيقة ذلك العالم ، الذي قتل مليون طفل عراقي في الحصار الجائر الذي استمر ( 12) عاما حيث منع عنهم حتى الحليب وقلم الرصاص للطلاب الصغار بحجة إنها تحمل مواد متفجرة ، تبع ذلك غزو بربري أوروبي امريكي للعراق وقتل من المواطنيين اكثر من مليون انسان تحت دواعي وجود أسلحة دمار الشامل ، وبعد هذه المجازر التي وصفتها وزيرة الخارجية الامريكية الأسبق اولبرايت بأن هذا العدد من القتلى العراقيين يستحق الهدف الأمريكي ، وبالنتيجة وبعد الغزو لأقدم وطن في التاريخ ليس هناك سلاح نووي ولا سلاح دمار شامل ، بل كان الهدف تدمير العراق شعبا ودولة وتاريخ ، ولم نسمع بعد الاعتراف الأمريكي بخلو العراق من أسلحة الدمار الشامل لم نسمع ادانة دولية ولا رفض عربي لهذا العدوان والتدمير الصارخ لبلاد الرافدين.

نحن والعالم يعلم إن الإمبراطورية الامريكية أصبحت مرهقة في تفكيرها وسياساتها ونهجها ، لذا لكون إنها باتت متصدعة أخلاقيا ، فأنها باتت ترسل دمارها الشامل على فلسطين بالاشتراك مع إسرائيل ، وإلا كيف نفسر من الرئيس الأمريكي بايدن بعد ارساله الى إسرائيل قنابل بوزن الواحدة الف طن ، يدير الوجهة في استعمال القنابل الأصغر حجما لكنها الأكثر قتلا بالشعب الفلسطيني .

صرخات الأطفال من وجع السلاح الإسرائيلي ، لم يعد يثير أي زعيم أوروبي ، كما أنه لم يدفع الزعماء العرب والمسلمين لاتخاذ موقف شجاع يستحق الاستجابة لدعوات الطفولة الفلسطينية التي تطالب بخلاصهم من تمزيق اسجادهم بعنصرية الكيان الإسرائيلي .

إن كل الأسلحة التي تنزل على سكان القطاع المحاصرين ببقعة ارض محدودة ، وصلت حجومها مايوازي قنبلة نووية القتها أمريكا على شعب هورشيما اليابانية .

إن العالم كل العالم سمع دعوة وزير التراث الإسرائيلي بضرب سكان غزة بالقنبلة النووية للخلاص من غزة نهائياً ولم يشجب أي من الغرب هذا التهديد النووي في حين وعلى مدى سنوات يحاصرون ويتأمرن على ايران بحجة انها ستصنع قنبلة نووية رغم رفضها لهذا السلاح باعتباره يتناقض مع العقيدة والمفاهيم الإسلامية . أي عالم الذي تعيش فيه ، كيان عنصري احتلالي يهدد سكان غزة بالقنبلة النووية، ويحاصر العرب والمسلمين بالمنع من التطور في الاقتصاد والسلاح والتكنلوجيا الحديثة . ستبقى حتماً صرخات أطفال غزة قوة للمقاومة ، وفي كل صرخة يتوسع ويتعدد معها الكفاح المسلح ليس في فلسطين وحدها وإنما في أماكن أخرى من الأرض ، وتلك التظاهرات المليونية في أوروبا المناصرة لفلسطين هي مقدمة للتناقض الذي سيحدث بين الشعوب وقادة الغرب ، ويقيناً ستبقى أجساد أطفال غزة الممزقة بفعل القنابل الامريكية وإصرار إسرائيل على القتل شعلة متوقدة للمقاومة وحركة التحرر الوطنية العربية حتى تحقيق الحرية والسلام الدائم للفلسطينيين فوق ارضهم التاريخية ، فطوبي لاطفال غزة الشهداء منهم والاحياء الذين استنهضوا العالم من أقصاه الى أقصاه ، وسيبقى وجعهم بلسم النهوض.

 

 


مشاهدات 488
الكاتب جاسم مراد
أضيف 2023/11/15 - 4:23 PM
آخر تحديث 2024/06/30 - 8:22 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 404 الشهر 11528 الكلي 9362065
الوقت الآن
الأحد 2024/6/30 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير