الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
التفوق العلمي والعددي في النزاعات والحروب

بواسطة azzaman

التفوق العلمي والعددي في النزاعات والحروب

لطيف دلو

 

لو امعناّ القدرة والقوة العسكرية والحالة المعاشية لمكوني الدول الصناعية العظمى والدول الثانوية من هذه الناحية مع الدول المتاخرة قد نجد إن بعضا من تلك الدول المتقدمة كانت تفتقر عوامل النهضة والتقدم والرخاء في العهود الغابرة بشريا وماديا اكثر من افقر الدول المتاخرة حاليا ولكن تلك الدول المتقدمة بفضل حكامها وشعوبها المتنورة اتخذت سبل التقدم بإزالة العوائق من الارث المتخلف امام توجهاتها العلمية وإن بفصل ما لم اولا يمكن امحاءه من السلطة جانبا مع تسخير كافة الامكانيات للدراسات والابحاث العلمية وإختيار الاذكياء للاختصاصات الملائمة لهم ومنحهم الامتيازات في جميع النواحي لاخراج بلدانهم من ويلات مصاعب الحياة والارتقاء بها نحو قمة التقدم واكتسبوا التفوق كل بقدر جدية حكامها وكفاح شعوبها بالاعتماد على التكنلوجيا في حيازة ما عجزت عنها القوى البشرية في جميع المجالات واخص هنا تفوق القوة العسكرية في مقدمتها لتامين وحماية الطموحات ولربما وصلت الى الاطماع في كثير من الحالات .

حاشية حماية

أما الدول المتاخرة وان توفرت فيها جميع مستلزمات النهضة والتقدم ظلّت على تسكعها من سيء الى اسوأ بسبب حكامها المشغوفين اساسا للشهرة والثراء ويسخرون ثروات البلاد سرا وعلانية في جمهرة حاشية لحماية انفسهم داخليا وخارجيا لابقاءهم في السلطة ومنهم يذلون انفسهم بتسليم بلدانهم الى الدول العظمى او الاقليمية لذلك الغرض بدلا من تسخيرها للعلم والمعرفة لاخراج شعوبهم من بحار التخلف والخرافات بل يعمقونها في مخيلتهم بتوجيه الاذكياء منهم نحو دراسة الارث والعادات البالية المتخلفة التي ترتكز على الكثرة العددية للنفوس واساليب خرافية واساطير مبهمة في الشجاعة والمبارزة اكل عليها الدهر وشرب ، في حين انها العاهة الاساسية للتجهيل والتخلف وابعادهم عن العلم والمعرفة وتبقى تلك البلدان لقمة سائغة للدول الطامعة في نهش خيراتها وتسخير شعوبها لخدمتهم في الحروب والمنازعات لصالحهم ،تلك هي الافة التي ابقت تلك الدول رهينة الجوع والعبودية والاحتلال .

ان التكنلوجيا اليوم هي التي تحسم كل شيء في الحياة البشرية ويمكن الاستبيان ما آلت اليها الحربين العالميتين والمنازعات الداخلية والحروب الاقليمية بان العلم والمعرفة سيدتى ساحات الوغى تستخدم فيها اجهزة للاستخبار وللقتال الجوي والارضي والبحري بالتحكم عن بعد كما تحدث في الحرب الدائرة بين حماس واسرائيل حاليا ، فقد ولّى حسمها بالكثرة العددية وبالاعتقادات الخرافية والزعامات المنوهة عنها في كتب التاريخ  .

ستبقى الدول المتاخرة العوبة بيد الدول المتقدمة في امتصاص دمائهم ونهب ثرواتهم وإستمالتهم الى الاغاثة منهم دوما ، مالم تغير حكامها اسلوب ادارتهم في السلطة لاخراج مواطنيهم من الجهل والتخلف وتحريرهم من كنف الخرافات والاساطير البالية الى العلم والمعرفة لصناعة بلدان قاعدتها التكنلوجيا ، وإلا ثروات بلدانهم تكون نقمة عليهم ومواطنوهم ونعمة لاعدائهم الى يوم يبعثون  .


مشاهدات 812
الكاتب لطيف دلو
أضيف 2023/11/06 - 5:04 PM
آخر تحديث 2024/07/15 - 1:41 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 336 الشهر 7904 الكلي 9369976
الوقت الآن
الخميس 2024/7/18 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير