نلمح الضمير النقي من خلال الاستقالة

حسين الصدر

-1-

توالت الاستقالات في الخارجية الامريكية احتجاجا على اصطفاف الولايات المتحدة مع الكيان الصهيوني الغاصب رغم ما تجترحه اسرائيل من ابادة جماعية للاطفال والنساء والشيوخ وما تمارسه من جرائم حرب محرّمه دوليا في غزة .

واذا دل هذا على شيء فانما يدل على أنّ هناك رجالات ذوي ضمائر حية ترفض أنْ تعمل في مؤسسات منحازة للشيطان، لا تتقن الا فن الاغارة والقصف والبطش وتدمير المستشفيات والاجهاز على من فيها من المرضى والجرحى واللاجئين .

-2-

وقد قرأت مؤخراً خبر استقالة احد موظفي الامم المتحدة بسبب ما وصفه بـ ( ابادة جماعية في غزة )

وكان هذا المسؤول المستقيل ضمن الطاقم المعني بحقوق الانسان

لقد سَجّلَ المستقيل على الامم المتحدة فَشلها في وقف العدوان على أهلنا في غزة .

-3 –

انّ المناصب التي يحظى بها  العاملون في الامم المتحدة ذات رواتب ضخمة، وامتيازات ومكاسب مهمة، والاستقالة تعني التنازل عن كل ذلك، انتصاراً للانسان الذي صودرت حقوقه وانتهكت حرماته دون هوادة .

وهنا يتجلى البعد الانساني والاخلاقي والاجتماعي بل حتى السياسي ذلك أنّ ( الساكت عن الحق شيطان أخرس ) .

-4-

اننا اذ نكبر ونثمن مواقف المستقلين جميعاً ونبعث اليهم بتحياتنا وشكرنا آملين ان تهتز ضمائر الاخرين لما يجري في غزة من مذابح وجرائم .

-5-

ان هؤلاء المستقلين دخلوا التاريخ من أوسع بواباته وحفروا في ذاكرته مواقفهم النبيلة ومشاعرهم الانسانية الاصيلة .

-6-

ولن يخلو العالم من أصحاب الضمائر الحية والمواقف الشريفة .

نسأله تعالى أنْ ينزل النصر على الابطال الصامدين المقاومين للكيان الصهيوني الغاصب، وان يحمي أهلنا في غزة ،ويرد كيد الاعداء الى نحورهم، ويبدد جمعهم ويفرقهم تفريقا .

انه سميع الدعاء قريب مجيب .