الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
دروس إختفت .. الرياضة والرسم ونشاطات ضاعت

بواسطة azzaman

دروس إختفت .. الرياضة والرسم ونشاطات ضاعت

هدى فاضل حسين

 

نحن نعلم جميعًا أن الهدف الأساسي من العملية التربوية والتعليمية لتنشئة جيل واعي ليستطيع التعايش مع الظروف الحياتية الصعبة والمختلفة والمعقدة في بعض الأحيان ويكون فردًا صالحًا ومنتجا في المجتمع وهذا لا يأتي أعتباطا وإنما نتيجة عملية التعلم والتعليم وعمليات النضج والنمو الجسماني والمعرفي وغيرها من الأمور التي مر بها من عملية التعليم الأساسي مرورًا بالجامعة والعمل المهني..

هنا نتوقف قليلًا لنأخذ دروسًا مهملة اهملتها مع الأسف وزارة التربية ولم تعطها حقها منذ أكثر من عشرون عامًا أو اكثر أو حتى كتابة هذه السطور نعم اشعر بحزن شديد على ما آل عليه التعليم في العراق ،ويعد درس التربية الفنية ودرس التربية الرياضية من الأنشطة المدرسية المهمة وخصوصًا بالمرحلة الأبتدائية وذلك لإكتساب التلاميذ أو الطلاب المهارات والمعرفة وقد تشمل الكثير من الفنون الثقافية مثل الرسم والموسيقى والتصميم وصناعة الحرف اليدوية وغيرها ،كما ذكرت سابقًا للأسف يعتقد الكثير بأن درس التربية الفنية من الأنشطة الغير مهمة ومضيعة للوقت مع أنها لها أهمية كبيرة في حياة التلاميذ أو الطلاب لكن هذه المادة لا تستغل بالشكل المناسب والصحيح لإفادة الطالب ،وألا ما هي أهميتها وفتح اقسام لها في كليات التربية الأساسية في جامعاتنا !وما فائدة الآلاف الخريجين من هذه الكليات اذا لم تدرس في المدارس سواء كانت في المدارس الحكومية أو الاهلية لكن ماذا نقول عن ذلك الذي يعتبر درس التربية الفنية أو دروس التربية الرياضية بأنها غير مفيدة ولا يستفيد منها الطالب في كل المراحل الدراسية على ماذا أستندت

تلك المقولة ونلاحظ الكثير من الأحيان بإن التلميذ محبوس داخل الصفوف وهم يدرسون العلوم والرياضيات وغيرها اذن أين هو التذوق الجمالي أو كيف أغرس روح الأبتكار والخيال وهي المادة الوحيدة التي ممكن أن أغرس فيها روح الأبداع والابتكارات والتخطيط السليم فعلم الهندسة مثلًا مبني على الخيال والإبداع والابتكار والرسومات الهندسية والرياضية التي تنمي لديهم التذوق الجمالي بالعكس نحنو نطالب وزارة التربية أو المؤسسات التربوية بأن تجعل هذه المادة جزءً لا يتجزأ من خططها التنموية والتعليمية وهذا لا ينطبق فقط على درس التربية الفنية فقط وإنما أيضا دروس التربية الرياضية والبدنية من خلال هذا الدرس الحـــيوي .

وهنا اتوقف وأقول المشكلة الحقيقية التي يعاني منها الطالب او التلميذ هو وقت مستقطع على اقل تقدير او ما نسميه وقت الفراغ وهي مشكلة حقيقية في حياة إي إنسان فإذا لم يستغله بشيء هذه الوقت بأمور خيالية وابداعية وتشجيعه على تطبيق الخيال الى واقع من خلال الرسم او الموسيقى او تشجيع الطالبة على التعبير عما بداخله من خلال النشاطات الفنية الذي يتعلمها والإفصاح عما في داخله فتجسيد الفكرة من العقل ونقلها على هيئة صور فنية ا لم التلاميذ طريقة جديدة للتعبير عن المشاعر وتصبح موهبة مع الأيام .

ابهى صورة

فالدول الأوروبية او الغربية تترك لطلبتها المجال الكافي أو الواسع للابداع والابتكار لانهم هنا تنمي ابداعاتهم وتنمي لديهم التفكير ويتجلى بابهى صوره لذا فهي تحترم مواهبهم وتحاول ان تغرسه في نفوسهم وبالتالي ،يقل لديهم السلوكيات الخاطئة وتمكين الطلاب والتلاميذ من أستغلال أوقات فراغهم في أمور إيجابية إذن لماذا هذا الإهمال في مدارسنا لهذا الدرس الحيوي الذي يعتبر مصدرًا ترفيهًا وغذاء الروح لما ينمي قدراتهم او مهاراتهم الوجدانية والعقلية.

وأن أكتساب الثقافة الفنية من غرسها في المجتمع يكتسبها الطلاب يمكن من خلالها إظهار الأبداع والتميز في المجتمعات وأيضا من خلال المشاركات الخارجية في المهرجانات الثقافية والاجتماعية ومعارض الفنون التشكيلية وتدريبهم على القاء الخطب ومهرجانات الشعر والخطابة وتنمية لديهم روح المنافسة والثقة بالنفس التي يمكن تحقيقها في إنجاح قدراتهم الإبداعية كل العلوم مطلوبة هنآ دائمًا نركز على التعليم الفعال وعملية الاتصال والتطوير لأنها هنا تتشكل شخصية الفرد مستقبلًا لإنه يصبح فعالًا ومنظمًا لحياته وعلى دراية تامة بأهمية العمل وأهمية تطوير حياته لقد تعلمنا ونحن كنا في التعليم الأساسي الأولي (الابتدائية)كثير من الأمور الفنية من خلال التدريب العملي في المشغل المدرسي الذي كنا ندخلها تماما كمختبر الفيزياء والكيمياء والحاسوب عندما تعلمنا المبادئ الأساسية للرسم وأيضا لعمل مجسمات من الطين وأيضًا الخياطة والتطريز والحياكة وكيفية تدبير وتمشية أمورنا الحياتية نعم كانت معلمة التربية الفنية تغرس فينا وتحثنا على الإعتماد على أنفسنا لانه مستقبلًا هذه الأمور البسيطة هي مفتاح النجاح للحياة

قد تسألوني عن أن هذا الدرس للفتيات وليس للأولاد بالعكس فهو للإثنين معًا فهناك مؤهبين بالنسبة للفنون التشكيلية أو بالنسبة للموسيقى والغناء فلديهم أصوات جميلة وشجية أيضا لديهم القدرة على الابتكار والابداع في مجالات مثل الطبخ نعم نلاحظ هذه الأمور بالنسبة للطرفين فهم مبدعين بها فالأفكار الإبداعية في هذا المجال كثيرة ومهمة جدا من اجل مستقبل زاهر للأجيال المقبلة الجديدة وألا ما وجدت وزارة الثقافة والاعلام والفنون فهي راعية لهذا النوع من الأنشطة الثقافية والاجتماعية والفنية ،وما وجدت هكذا مهرجانات ومعارض تشكيلية عالمية إلا من مرعاة لهذه المواهب الشابة فالتذوق والجمال هو منبع كل العلوم فالهندسة المعمارية التي تعتمد بالأساس على الرؤية الجمالية فالمهندس يعتمد على التذوق الفني والتخطيط السليم الذي يمكن له إن يخلق حالة جمالية وممتعة للبصر .

وهذا ينطبق أيضا على درس الرياضة هنا نحاول ولو بالقليل لإننا انه درس ليس ذو فائدة ويستغلوه ويدرسون بدلًا عنه الفيزياء أو الرياضيات او غيرها من المواد العلمية الأخرى لماذا!!؟

هذا الدرس يكون من الأول الابتدائي حتى نهاية الفترة الدراسية وألا ما فائدة

الكليات الرياضية في بلدنا إذا لم هذا الدرس حيز التنفيذ كما يقولون ..

نحن نلاحظ بأن دول عديدة ليست العربية بل دولآ عربية تطورت وازدهرت بفضل الرياضة .

ممارسة جماعية

وتأتي أهميته بالمدرسة سواء كانت الممارسة جماعية أو فردية، في غرس مهارات أساسية في نفوس الطلاب مثل حب المبادرة، والحث على الايثار، والمنافسة الشريفة، واحترام الآخرين، كما أنها تزيد الثقة بالنفس وتساعد على تحمل المسؤولية وتبني الروح الرياضية، وحسّ المشاركة، بالإضافة إلى التكاتف والتعاون في الألعاب ويساعد النشاط البدني المنتظم للتلاميذ والطلاب على البقاء بصحة جيدة وتجنب الأمراض وبث الوعي الثقافي والرياضي لهم وتتمثل إحدى أهمية الفوائد في تقليل المخاطر الإصابة بالسمنة والتي تعد مشكلة شائعة بين الطلاب اليوم وبالتالي ،فأن الرياضة أو دروس الرياضة من المشاركة في هكذا الأنشطة الرياضية تساعدهم على الحفاظ على اللياقة والوصول للوزن المثالي وهذا يأتي من الدروس النظرية وإثراء ثقافة التلميذ من الصغر على التغذية السليمة وأيضًا تربيتهم على المقولة الشهيرة (الجسم السليم في العقل السليم)وتطبيقها على أساس علمي من خلال الدروس العملية وتنشئ جيل قوي يحب المنافسة ويحب ممارسة مختلف الرياضات في مدرسته مثل كرة القدم ،كرة اليد ،السباحة ،كرة السلة ،الجمباز وغيرها من الرياضات المختلفة وألا كيف تطورت البلدان في الميادين الرياضية هذه مثلًا استراليا عندما وقع الأختيار عليها لإستضافة دورة الألعاب الأولمبية لعام 2000 والتي عرفت بأولمبياد سيدني ماذا فعلت حتى تستطيع إن تنافس اعتى الدول الأجنبية التي لها باع طويل بالمنافسات الرياضية العالمية مثل الولايات المتحدة الأميركية والصين وروسيا وبريطانيا وفرنسا وغيرها من الدول الأخرى لقد بدأت بالتخطيط السليم للدخول لهذا المعترك العالمي وهو يقام على أراضيها بدأت من الصفر ذهبت الى أقصى شرق القارة وغربها ذهبت الى المدارس الابتدائية من هنا بدأوا بالتخطيط على البحث على البراعم الفتية وتهيئتهم إلى المحفل العالمي والذي يقام على أراضيها بدأت مع معلمي أو مدرسي الرياضة في مراحل الدراسية والعمل مع المؤهلين والموهوبين الرياضيين مع كل أنواع الألعاب سواء الألعاب الجماعية أو الألعاب الفردية وأنظروا النتيجة التي خرجت بها أستراليا حيث حصدت أكثر المداليات الذهبية وجاءت بالمركز الرابع من حيث مجموع المداليات وتفوقت على أكثر الدول والتي لها باع طويل في الاولمبياد العالمي وتفوقت على بريطانيا وغيرها ،المقصود هنا بأن هذه الدروس المهملة لدينا مهمة بل هي من الأهمية التي تساهم في تقدم البلدان وتطورها.

فمن خلال هذه الدروس يكتسب التلاميذ والطلبة على حد سواء الذكور والإناث على أكتساب مهارات العمل الجماعي وكيفية التعاون مع الآخرين وزرع الثقة وتحمل مشاق الأعباء الحياتية المختلفة وهذا يساعد كثيرًا من الطلبة عند العمل على مشاريع جماعية معهم في المدرسة او الجامعة بالعكس فهي تشجيعهم على ممارسة الرياضة داخل إسوار المدرسة وخارجها وأتباع نمط حياة صحي ،فالصحة هي الثروة الحقيقية للإنسان.

وأيضا تأتي الرياضة ودورها في تحقيق أهداف التنمية المستدامة وقد أثبتت الدراسات بأن الرياضة أداة فعالة التكلفة ومرنة لتعزيز أهداف السلام والتنمية وكثيرًا ما قام المجتمع الدولي والأمم المتحدة في إطار أستعراض الإنجازات والأعمال وأدت دورًا حيويًا في القررات المتعددة الصادرة عنها في القرار 70/1 المعنون «تحويل عالمنا» خطة التنمية المستدامة لعام 2030 الذي أعتمد عام 2015  الذي أقر بدور الرياضة في تعزيز التقدم الاجتماعي اين نحن من ذلك!

ماهو دور وزارة التربية من ذلك اين هي المديريات المختلفة في بلدنا ومن جملة أهداف التربية الرياضية التي أقرتها الوزارة «مساعدة الصغار لإن يكونو لاعبين أذكياء ،واكتساب وتطوير الاداءات المهارية ووو كلها حبر على الورق

فالواقع مؤسف صغار تربوا على إن هذه الدروس ثانوية ليست ذات أهمية وأنما المستقبل للعلوم فقط وإعتمادا على

طريقة المنهج القديم والنتيجة خريجيون أميون لا يفقهون شيئًا عن إي شي ودور المعلمون لهذه المواد فأنهم لا حول ولا قوة بل يتجهون ألى اختصاصات أخرى وقد قابلت الكثير منهم وقالوا بأننا درسنا هذا بالاختصاص هو مضيعة للعمر والمال والجهد بعدم جدوى الذي درسناه ولا يطبق منه شيءٍ بل ذهبت احدى المعلمات الى الدراسة المسائية لدراسة اللغة الإنجليزية نعم هذا هو الحال المؤسف لتلك الدروس الحيوية والفعالة التي تنمي وتصقل شخصية الطالب.

وهذا ينطبق على كثير الدروس الأخرى كنا صغارًا نتسابق في المهرجان المدرسي للخطابة والشعر وكانت معلمة المادة تهيئنا للمشاركة لمثل تلك المسابقات نعم لقد كنا صغارًا لكن كنا نحفظ الأناشيد وابيات شعر في كتاب اللغة العربية وكنا نلقيها في المدرسة في حضور الهئية التدريسية وخصوصًا في عيد المعلم والذي نحتفل فيه ونلقي به القصائد التي تتغزل بالمعلم وكاد المعلم أن يكون رسولًا كما ذكرت سابقا مثل هكذا مهرجانات وهكذا أنشطة تعطي للطالب الثقة

والمرونة في التفكير وأيضًا الشجاعة في أتخاذ القرارات المهمة التي من الممكن تصنع شيءٍ للمستقبل لماذا لاتكون المدارس بالليونة المطلوبة لمعالجة وتقويم العملية التربوية والتعليمية واتخاذها القرارات الصائبة في إعداد مناهج وطرائق تدريس واتباع المتاح والمقبول في تنويعها وإقامة المهرجانات المدرسية في كافة العلوم والفنون والثقافة والتراث وتعليمهم بأهمية هذه الأمور وفن الكلام والالقاء الجميل المنسق وزرع روح الجمال والتذوق الفني وتعريفهم بثقافة بلدهم والمحافظة على تراثه العلمي والتعليمي والاجتماعي والثقافي كلها أمورا تجعل من العملية التعليمية ذات طابع حضاري يتخرج منه التلاميذ او الطلاب وهم على دراية كافية ووافية على ثقافة المجتمع والحياة.

المطلوب هنا وقفة جادة وقوية لإعادة الاعتبار على هذه الدروس المنسية وذلك من خلال إعادة الحياة الى هذه الدروس وإعطاء الفرصة للتعبير عن شعورهم فهكذا دروس ومشاركتهم في النشاطات اللاصفية مثل المسابقات الأدبية والثقافية ينمي قدراتهم الإبداعية وان مثل هذه الدروس والنشاطات يعمل على اكتشاف طاقات الطلبة الموهوبين فنحن نتعلم فن الكلام والتذوق الجمالي وأصول الحوار الناجح لنصل الى تقبل الرأي والرأي الاخر ومهارة التواصل التي تساعدهم على التفاعل مع الاخرين وتبادل الخبرات والأفكار والمعلومات بطريقة فعالة ومفيدة وأيضا على الاستماع والتحدث والتعبير عن الأفكار والمشاعر فهي مهمة وأساسية في العديد من المجالات مثل العمل التطوعي والجماعي والقيادة والعلاقات الشخصية كلها أمور تصب أو تثري العملية التربوية والتعليمية.


مشاهدات 613
الكاتب هدى فاضل حسين
أضيف 2023/11/03 - 3:28 PM
آخر تحديث 2024/07/15 - 5:56 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 304 الشهر 7872 الكلي 9369944
الوقت الآن
الخميس 2024/7/18 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير