الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
لا‭ ‬كعباً‭ ‬ولا‭ ‬كلابا

بواسطة azzaman

لا‭ ‬كعباً‭ ‬ولا‭ ‬كلابا

فاتح‭ ‬عبد‭ ‬السلام‭ ‬

 

قامت‭ ‬قيامة‭ ‬الخطباء‭ ‬العرب‭ ‬من‭ ‬جُلاس‭ ‬المقاهي‭ ‬والفضائيات‭ ‬والمقار‭ ‬الحزبية‭ ‬الوثيرة‭ ‬ومحور‭ ‬الممانعة‭ ‬والمقاومة،‭ ‬حين‭ ‬اعلن‭ ‬وزير‭ ‬سابق‭ ‬للخارجية‭ ‬في‭ ‬دولة‭ ‬قطر،‭ ‬عند‭ ‬اشتداد‭ ‬القصف‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬على‭ ‬غزة‭ ‬في‭ ‬حرب‭  ‬ماضية‭ ‬،‭ ‬انه‭ ‬يذهب‭ ‬الى‭ ‬تل‭ ‬ابيب‭ ‬من‭ ‬اجل‭ ‬هدف‭ ‬واحد‭ ‬هو‭ ‬التوسل‭ ‬لإيقاف‭ ‬الهجمات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬المدمرة،‭ ‬وكرّرها‭ ‬جاداً‭ ‬وقاصداً،‭ ‬انه‭ ‬ليس‭ ‬بأيدينا‭ ‬سوى‭ ‬التوسل‭ ‬لعل‭ ‬القصف‭ ‬يتوقف‭.‬

‭ ‬يبدو‭ ‬انّ‭ ‬العرب‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬مشهد‭ ‬إبادة‭ ‬غزة،‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬من‭ ‬الضعف‭ ‬والهوان‭ ‬والتلاشي‭ ‬بحيث‭ ‬فقدوا‭ ‬إمكانية‭ ‬التوسل‭ ‬لمَن‭ ‬يقيم‭ ‬علاقات‭ ‬طبيعية‭ ‬مع‭ ‬إسرائيل‭ ‬أو‭ ‬سواهم،‭ ‬او‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التوسل‭ ‬بالعالم‭ ‬للتدخل‭ ‬من‭ ‬اجل‭ ‬إيقاف‭ ‬مجازر‭ ‬حقيقية‭ ‬تنال‭ ‬من‭ ‬الأطفال‭ ‬والمستشفيات‭ ‬والبيوت‭ ‬السكنية،‭ ‬وغير‭ ‬معنية‭ ‬بتدمير‭ ‬نفق‭ ‬واحد‭ ‬من‭ ‬الانفاق‭ ‬التي‭ ‬استخدمت‭ ‬في‭ ‬صعق‭ ‬فرقة‭ ‬غزة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬ومسح‭ ‬كرامتها‭ ‬وهيبتها‭ ‬بالأرض‭ ‬يوم‭ ‬السابع‭ ‬من‭ ‬أكتوبر‭. ‬هل‭ ‬سمعتم‭ ‬ان‭ ‬القصف‭ ‬دمراً‭ ‬نفقاً‭ ‬‮«‬‭ ‬إرهابيا‮»‬‭ ‬واحداً؟

‭ ‬اكتشفنا‭ ‬انَّ‭ ‬التوسل‭ ‬ليس‭ ‬مسألة‭ ‬هينة‭ ‬أو‭ ‬يستطيع‭ ‬القيام‭ ‬بها‭ ‬أي‭ ‬طرف‭ ‬لأنه‭ ‬يريد‭ ‬التوسل‭ ‬ليس‭ ‬إلا،‭ ‬فالتوسل‭ ‬برغم‭ ‬ما‭ ‬تحتمل‭ ‬المفردة‭ ‬في‭ ‬المعني‭ ‬العامي‭ ‬خاصّة‭ ‬من‭ ‬الإحباط‭ ‬والاهانة،‭ ‬ليس‭ ‬أمراً‭ ‬متاحاً‭ ‬أو‭ ‬له‭ ‬جدوى‭ ‬وفاعلية‭ ‬بيد‭ ‬العرب،‭ ‬وليس‭ ‬له‭ ‬كذلك‭ ‬آذان‭ ‬تصغي‭ ‬اليه‭.‬

‭ ‬كما‭ ‬انّ‭ ‬للتوسل‭ ‬شروطاً‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬تتوافر‭ ‬عند‭ ‬العرب،‭ ‬فتصوّر‭ ‬حالهم‭ ‬بجيوشهم‭ ‬وسفاراتهم‭ ‬وتمثيلهم‭ ‬الدولي‭ ‬وملياراتهم‭ ‬في‭ ‬بنوك‭ ‬العالم،‭ ‬لم‭ ‬يعدوا‭ ‬يمتلكون‭ ‬إمكانية‭ ‬هذا‭ ‬‮«‬التوسل‮»‬‭ ‬على‭ ‬بؤسه‭. ‬حقاً‭ ‬انهم‭ ‬بكل‭ ‬بهرجتهم‭ ‬واضوائهم‭ ‬واموالهم‭ ‬‮«‬لم‭ ‬يبلغوا‭ ‬كعباً‭ ‬ولا‭ ‬كلابا‮»‬‭.‬

ليس‭ ‬للعرب‭ ‬أوراق‭ ‬ضغط‭ ‬على‭ ‬أحد،‭ ‬ومَن‭ ‬له‭ ‬بعض‭ ‬الأوراق‭ ‬نراه‭ ‬محتفظا‭ ‬بها‭ ‬لـ‮»‬يوم‭ ‬كريهة‭ ‬وسداد‭ ‬ثغر‮»‬،‭ ‬وهو‭ ‬يوم‭ ‬لا‭ ‬وجود‭ ‬له‭ ‬الا‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬القصيدة‭ ‬التي‭ ‬هزّت‭ ‬الضمائر‭ ‬بـ‭ ‬‮«‬صدرها”‭ ‬الذي‭ ‬يتناساه‭ ‬العرب‭ ‬عامدين‭ ‬مهطعي‭ ‬رؤوسهم،‭ ‬ويحتفظون‭ ‬بـ»عجز”‭ ‬البيت‭ ‬من‭ ‬باب‭ ‬الاحتفاظ‭ ‬التقليدي‭ ‬بحق‭ ‬الرد،‭ ‬كما‭ ‬اعتاد‭ ‬لعاب‭ ‬لسانهم‭. ‬ورحم‭ ‬الله‭ ‬شاعر‭ ‬ذلك‭ ‬البيت‭ ‬المحفور‭ ‬على‭ ‬أديم‭ ‬المصائب‭ ‬العربية‭ ‬الجارية،‭ ‬عبد‭ ‬الله‭ ‬بن‭ ‬عُمر‭ ‬بن‭ ‬عَمرو‭ ‬بن‭ ‬عثمان‭ ‬بن‭ ‬عفان‭ ‬بن‭ ‬أبي‭ ‬العاصي‭ ‬بن‭ ‬أمية‭ ‬بن‭ ‬أبي‭ ‬عبد‭ ‬شمس،‭ ‬الملقب‭ ‬بالعرجي

بعدما‭ ‬فقدنا‭ ‬ذلك‭ ‬الصدر‭ ‬القائل”‭ ‬أضاعوني‭ ‬وأيّ‭ ‬فتى‭ ‬أضاعوا‮»‬‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬هناك‭ ‬سبيل‭ ‬الى‭ ‬التوسل‭ ‬ذاته‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬يحمل‭ ‬من‭ ‬ذل‭ ‬وهوان‭ ‬وقلة‭ ‬قدر‭ ‬وحقارة‭ ‬قيمة‭.‬

رئيس التحرير-الطبعة الدولية

fatihabdulsalam@hotmail.com


مشاهدات 596
الكاتب فاتح‭ ‬عبد‭ ‬السلام‭ ‬
أضيف 2023/10/25 - 3:27 PM
آخر تحديث 2024/07/16 - 12:29 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 350 الشهر 7918 الكلي 9369990
الوقت الآن
الخميس 2024/7/18 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير