الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
الإنتصار في زمن التفاهة

بواسطة azzaman

لمن نقرع الأجراس

الإنتصار في زمن التفاهة

هاشم حسن التميمي

لايمكن لنا ان نفهم كل ما يجري حولنا بدون ان نعرف خصائص الزمن الذي نعيش فيه  من خلال رؤية فلسفية عميقة لاخطر ما  نتعرض له وليس اخره طوفان الاقصى وتداعياته الانسانية والاقليمية والدولية. غير المسبوقة بوحشيتها  وروحية محو الاخر بقسوة تفوق افعال الفاشية والنازية.

 ولكي نفهم اسرار اللعبة لابد ان نعود لكتاب الفيلسوف الكندي( الان دونو) المعنون( نظام التفاهة) ويرى اننا نعيش في فترة مختلفة من فترات التاريخ البشري حيث ( ان التفاهة قد بسطت سلطاتها على كافة ارجاء العالم ، فالتافهون قد امسكوا بمفاصل السلطة ووضعوا ايديهم على مواقع القرار وصار لهم القول الغصل والكلمة الاخيرة في كل ما يتعلق بالخاص والعام…ولابد ان ندق جرس الخطر للعواقب الوخيمة المترتبة عن هذه السيطرة المحكمة للتافهين في كل المواقع وامتدت اذرع سيطرتها في كل اتجاه ومجال وفي كل ميدان …الاكاديمي والسياسي والاقتصادي والتجاري والمالي والثقافي والاعلامي والفني …الخ )…وفي اطار هذا التحليل تحدث  لنا الفنان الراحل خالد صالح ووصف لنا النموذج المصري لنظام التفاهة  وهو السائد في اغلب البلدان العربية وفي مقدمتها العراق يقول الفنان علينا ان لا نتوقع ان نجد الكرامة والاحترام مهما كانت صفاتنا الثقافية والعلمية والانسانية لان هذا النظام يتعامل مع الناس وكانهم  قطيع حيث تتمركز السلطة في ثلاث منظومات الاولى السيادية مثل الرئاسات ومايرتبط فيها من اجهزة والثانية منظومة العدالة والاجهزة التي تنفذ قراراتها واما المنظومة الثالثة الاكثر خطورة فهي منظومة السلطة التي احتوت المنظوما ت الاخرى ووظفتها لتحقيق نظام تفاهتها.

 نعم نظام التفاهة الداخلي سحق انظمة الثقافة والعدالة ووضع الناس تحت خط الفقر….وعلى الصعيد العالمي عملت منظومات التفاهة الاممية وبينها الدول الكبرى  بالتعاون مع تهاون او تعاون المنظومات المحلية لسحق الشعوب والمثال الصارخ ما يحدث الان في غزة. وعموم فلسطين .

 ومن هنا يجب ان نفهم عظمة الانتصار في ظل تسلط هذه المنظومات محليا ودوليا فهو مثل النقش على الحجر بل على الفولاذ بالانامل اللينة…ويؤشر ذلك ان الصراع دخل مرحلة مصيرية فاما نظام العدالة الضامن لحقوق الانسان والشعوب  واما نظام التفاهة الذي يتعامل وينظر للناس كانهم حيوانات وهذا ماقاله ( النتن ياهو) والغريب ان الاسم باللغة العربية (عطاء الله) لكنه بافعاله كان عطاء الشيطان… لندق الاجراس لتصحى شعوبنا قبل فوات الاوان.

 

 

 

 


مشاهدات 545
الكاتب هاشم حسن التميمي
أضيف 2023/10/22 - 4:23 PM
آخر تحديث 2024/06/30 - 5:24 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 70 الشهر 70 الكلي 9362142
الوقت الآن
الإثنين 2024/7/1 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير